نأى زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني العراقي مسعود بارزاني بنفسه عن استخدام القوة الذي تهدد به واشنطنالعراق، بسبب قراره أخيراً وقف التعاون مع لجنة الأممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية. وفي مؤتمر صحافي بعد ثلاثة أيام من المحادثات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين الأتراك قال بارزاني، المقرر أن يلتقي أيضاً منافسه السياسي زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، ان الأتراك يتأثرون سلباً دائماً بالمواجهة بين الولاياتالمتحدةوالعراق. وقال بارزاني الذي التقى في أنقرة أيضاً ديبلوماسيين غربيين إن الأكراد يتأثرون سلباً بالعقوبات المفروضة على العراق وسيتأثرون بأي عمل عسكري. وأضاف ان الأكراد، بناء على ذلك، لا يؤيدون مواجهة مسلحة. وأعرب عن أمله بحل الأزمة عبر وسائل ديبلوماسية. وكان وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين تشاور مع مسؤولين سياسيين وعسكريين اتراك الجمعة في محاولة لحشد الدعم لعمل عسكري محتمل، وذلك خلال زيارة قصيرة لأنقرة بعد جولته على الدول العربية الخليجية الست ومصر. ورداً على سؤال قال بارزاني ان الاتفاق الذي ألزمت به واشنطن الزعيمين العراقيين الكرديين المتنافسين لا يغلق الباب أمام الحوار مع بغداد. وأوضح ان مبادرة واشنطن كان هدفها الرئيسي انهاء الاقتتال الذي استمر سنوات بين حزبه وحزب طالباني، الاتحاد الوطني الكردستاني. وأنهى الاتفاق الذي وقعه الزعيمان العراقيان الكرديان في واشنطن في 17 أيلول سبتمبر الماضي اقتتالهما على السيطرة على منطقة كردستان العراق التي تحميها الدول الغربية الرئيسية، والعوائد المالية للمنطقة. وينص الاتفاق على اجراء انتخابات عامة جديدة ونقل كل العوائد، خصوصاً من تجارة الديزل مع تركيا، التي يحتكرها الحزب الديموقراطي الكردستاني، الى الحكومة الاقليمية. وقال بارزاني ان الانتخابات ستجرى في تموز يوليو المقبل، وان محادثاته اليوم الأحد مع زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ستشمل كل القضايا العالقة. وكان بارزاني اجتمع الأربعاء الماضي مع رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز ونائبه بولند اجاويد ومسؤولين في وزارة الخارجية التركية، وقال اجاويد بعد المحادثات ان تحفظات تركيا عن اتفاق واشنطن تم أخذها في الاعتبار وان أنقرة مقتنعة بأن الاتفاق لن يضر بوحدة وسلامة أراضي العراق وسيادته. ونظرت أنقرة بارتياب الى الاتفاق في بادئ الأمر وشعرت انه يهمشها في عملية السلام. والأهم من ذلك أنها تخوفت من أن تتحول إدارة كردية قوية في شمال العراق نواة لدولة كردية مستقلة في المستقبل. وبناء على ذلك أعرب المسؤولون الأتراك عن عدم رضاهم عن الأمل الكردي المؤكد بنظام فيديرالي للعراق. وزيادة في تهدئة المخاوف التركية شدد بارزاني في المؤتمر الصحافي أمس على أن مسألة الفيديرالية أمر لا يمكن تحقيقة إلا في اطار عراق حر وديموقراطي وأمر يجب التفاوض عليه مع الحكومة المركزية.