جاكرتا، لندن، فانكوفر، باريس - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اتهمت اندونيسيا أمس تنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء الانفجارات التي شهدتها جزيرة بالي الشهر الماضي لقتل "أكبر عدد ممكن من الأميركيين"، فيما تصاعدت تحذيرات من أكثر من عاصمة غربية من خطورة التنظيم وقدرته على شن هجمات ضخمة تستهدف مدناً كبرى. وأصدرت لندن تحذيراً من احتمال وقوع هجمات نووية أو كيماوية، لكنها سحبته لعدم اثارة موجة هلع. وقال وزير الدفاع الاندونيسي ماتور عبد الجليل ان منسق التفجيرات الذي اعتقلته الشرطة والمعروف باسم عمروسي اعترف بالمشاركة في التفجيرات، وأضاف: "انني على يقين من تورط القاعدة" في التفجيرات التي أدت الى مقتل نحو 180 شخصاً معظمهم من السياح الاستراليين. وقال ميد مانجوكو باستيكا كبير المحققين في فريق الشرطة المتعدد الجنسية الذي يحقق في التفجيرات ان عمروسي اراد قتل اكبر عدد ممكن من الاميركيين، وان المشتبه فيه قال "ان هذا الهجوم جاء انتقاما مما فعله الاميركيون للمسلمين". وأوضح أن عمروسي اعترف أيضا أنه التقى الزعيم الاندونيسي أبو بكر باعشير ورضوان عصام الدين المعروف باسم الحنبلي. وكانت شبكة "سي أن أن" نشرت رسالة مترجمة قالت إنها حصلت عليها من موقع قريب من "القاعدة" على الانترنت جاء فيها إن التنظيم تبنى الهجوم "على مراقص وأوكار الدعارة في أندونيسيا". من جهة أخرى، اعتبر مدير ادارة الامن الداخلي الاميركي توم ريدج الذي عين في منصبه المستحدث بعد هجمات أيلول ان مقاتلي "القاعدة" لا يزالون يشكلون الخطر المباشر الاكبر على الولاياتالمتحدة وحلفائها على رغم الضربات الشديدة التي تلقوها العام المنصرم، وأعلن ان الولاياتالمتحدة واجهزة الاستخبارات الاجنبية تعتقل حوالى 2700 عضو مفترض في التنظيم. ومن جهته، دعا وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت البريطانيين الى توخي اليقظة. وقال في بيان ان هناك "قدراً كبيراً من المعلومات الاستخباراتية من انحاء مختلفة من العالم تشير الى ان القاعدة والخلايا المرتبطة بها منخرطة في نمط مستمر ومتطور من النشاط الارهابي". وكانت مسودة اولية من بيان بلانكيت اكثر تحذيرا من الخطر ارسلت الى بعض الصحافيين ثم سحبت لعدم اثارة الذعر. وذكرت الصحف البريطانية انها تضمنت تحذيرا من احتمال وقوع هجوم بأسلحة نووية او كيماوية ينفذه "القاعدة". وتضمن التحذير قبل سحبه اشارة الى ان "القاعدة" قد يكون مستعدا لاستخدام "قنبلة توصف بأنها قذرة، او بعض الغازات السامة"، وان الناشطين الذين يؤيدون هذه الاعتداءات قد يستهدفون قطارات وسفناً لضرب قلب المدن البريطانية. كذلك، حذر رونالد نوبل الامين العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية انتربول ومقرها باريس في مقابلة صحافية من ان مقاتلي "القاعدة" يعدون على ما يبدو لشن هجمات متزامنة في بلدان عدة من بينها الولاياتالمتحدة. وأضاف انه يعتقد ان اسامة بن لادن زعيم "القاعدة" لا يزال على قيد الحياة، وان لم يتمكن احد من اقتفاء اثره. وأوضح نوبل وهو أول اميركي يرأس المنظمة التي تنسق جهود محاربة الجريمة الدولية: "ثمة شيء يدعو للقلق يجري الاعداد له... كل خبراء المخابرات متفقون على ان القاعدة تعد لعملية ارهابية كبيرة وهجمات متزامنة لن تستهدف اميركا وحدها وانما بلداناً عدة". وقال "الخطر اليوم على قدر اهمية الخطر الذي كان قائما قبل هجمات 11 ايلول". ومن جهته قال مدير جهاز الاستخبارات الكندية وورد الكوك انه يشتبه في أن أسامة بن لادن لا يزال حيا، لكنه حذر من أن تنظيم "القاعدة" يظل خطرا بالغا حتى لو مات قائده. وحذر الكوك في احدى خطبه العلنية النادرة من أن التفجيرات التي وقعت الشهر الماضي في بالي الاندونيسية تظهر أن "القاعدة" لم تدمر وأنها لا تزال تمثل خطراً. وفي باريس، اعلن وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي ان مشتبهاً بهم اعتقلوا في مرسيليا وليون هذا الاسبوع لهم صلة بتنظيم "القاعدة" وان "الايام القليلة المقبلة ستظهر لنا أهمية هذه الاعتقالات".