كشفت اجهزة الأمن اليمنية هوية المسؤول الأول في تنظيم "القاعدة" في اليمن والذي قتل مع خمسة من اتباعه بقصف صاروخي استهدف سيارة كان يستقلها الاحد الماضي في صحراء محافظة مأرب 170 كيلومتراً شمال شرقي صنعاء، ويكنى أبو علي الحارثي - وهو قائد سالم طالب سنيان الحارثي - من مواليد عام 1955 وينتمي الى قبيلة بني الحارث في منطقة عسيلان، مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة 550 كيلومتراً شرق صنعاء. وهو مزارع وتاجر، يملك مزرعة أسفل وادي بيحان، وكان يقيم في صورة دائمة في مسقط رأسه بوادي بلحارث محافظة شبوة. واكدت صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم وزارة الدفاع اليمنية أمس ان الخمسة الذين قُتلوا مع الحارثي من العناصر النشطة و"الخطرة" التي تنتمي الى تنظيم "القاعدة" وتلاحقها الاجهزة الأمنية بتهمة التورط ب"اعمال تخريبية ارهابية أضرت المصالح الوطنية اليمنية". وزادت ان بينهم شخصاً يحمل الجنسية الاميركية اسمه "جلال" ويلقب ب"أحمد حجازي" قال بعض المصادر انه من أصل مصري، في حين أفادت مصادر أخرى انه يمني من يافع أو الضالع. وأضافت الصحيفة أن السيارة التي سربت دوائر اميركية أنها كانت هدفاً لعملية نفّذتها وكالة الاستخبارات المركزية "سي. اي. اي" كانت محملة كمية كبيرة من المتفجرات، ونفت ان يكون المطلوب الثاني الى جانب الحارثي ويدعى محمد حمدي الاهدل أبو عاصم من ضحايا الانفجار. وأشارت الى أن عملية البحث عنه تجري في صورة مكثفة. وهو يعتبر شريكاً اساسياً للحارثي في قضايا تخريبية، في مقدمها الهجوم على المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن قبل نحو سنتين، بالاضافة الى قضايا إرهابية اخرى بينها حادث تفجير في حي القادسية في صنعاء العام الماضي، والذي اسفر عن مقتل اثنين من "القاعدة" ضبطت اجهزة الأمن آنذاك كمية كبيرة من المتفجرات كانت كفيلة بإحداث كارثة كبيرة في الحي، وتنفيذ عمليات تفجير في عدد من الاحياء في صنعاء، وبينها الحادث الذي وقع الى جوار الهيئة العامة للطيران قبل شهور. وأكدت الصحيفة اليمنية ان "أبو علي الحارثي" هو الذي هاجم جنوداً أواخر العام الماضي في منطقة عبيدة بمحافظة مأرب ومعه عدد من أنصاره، حيث قتل 22 جندياً ومدنيان وجرح آخرون اثناء مشاركة تلك القوات في حملة لتعقبه باعتباره مطلوباً لدى السلطات. وكشفت هوية الذين قتلوا بانفجار سيارة "الحارثي" وهم "صالح" و"أبو همام" و"القعقاع" و"أبو جراح" و"منير"، إضافة الى الأميركي "أحمد حجازي". وأشارت الصحيفة الى ان كل الجثث تفحمت بالانفجار، وحصلت الاجهزة الامنية على بعض الوثائق واجهزة الاتصال في السيارة منها جهاز اتصال الثريا وعدد من شرائح الاتصال عبر "جي اس ام" بالاضافة الى قائمة بخط "الحارثي" تحتوي بيانات تفصيلية بالأسلحة والمتفجرات التي اشتراها لتنفيذ أعمال ارهابية في اليمن. ويعتبر "الحارثي" المسؤول الأول عن عناصر تنظيم "القاعدة" في اليمن، وكان على اتصال مباشر بالعناصر العائدة من افغانستان وظل يعقد لقاءات معها للتخطيط لاعمال ارهابية تستهدف العديد من المنشآت النفطية والاقتصادية، بالإضافة الى استهداف المصالح الاميركية والغربية في اليمن. وتعتبره التحقيقات اليمنية - الاميركية المشتركة "المخطط الرئيسي" للهجوم على المدمرة "كول"، وعلى قوات الجيش في مأرب العام الماضي والتفجيرات في صنعاءوعدن وبعض المناطق اليمنية، بما في ذلك تفجير انبوب نفط. وسافر "الحارثي" مرات الى افغانستان وشارك في "الجهاد" ضد الروس، وخلال سفرياته تعرف الى زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن وتطورت علاقته به واصبح واحداً من المقربين اليه، وأحد الذين تولوا حراسته في فترة من الفترات، وظل على ارتباط مستمر به يتلقى الدعم المالي منه ومن المتعاطفين مع "القاعدة". وأصيب بالرصاص خلال وجوده في السودان مع بن لادن ظلّت ساقه تؤلمه لسنوات بسبب الإصابة، ورُكّب مسمار في ساقه. وسجن في دولة الامارات ثلاثة اشهر عام 1997 بسبب خلافات تجارية مع شركاء له، وسافر مرات الى دول خليجية لغرض التجارة. وتتهمه الأجهزة الأمنية بأنه المسؤول عن العناصر غير اليمنية المنتمية الى "جماعة الجهاد"، وعن تحركاتها وتأمين اماكن وجودها وتنقلاتها، فيما تتهم الأهدل بأنه شريك أساسي له في المسؤولية عن عناصر "القاعدة" في اليمن. وحمّلت تلك الأجهزة من وصفتهم بالمتطرفين مسؤولية كل الاعمال "الارهابية والتخريبية" التي شهدها البلد بين 11 تشرين الأول اكتوبر 2000 حادث "كول" و6 تشرين الأول الماضي تفجير ناقلة النفط الفرنسية قبالة سواحل حضرموت. وفي لندن "الحياة"، وزّع "المرصد الإعلامي الإسلامي" أسماء سبعة قال انهم قُتلوا في العملية في مأرب، وهم إضافة الى "الحارثي" وأحمد حجازي: "أسامة" و"منير" و"جرّاح" و"محجن" و"صالح أبو همام". والخمسة الأخيرون من أبين. ونقل "المرصد" عن مصادر قريبة من عائلة عضو اللجنة المركزية لحزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم في اليمن، السيد عبدالسلام الحيلة ان الأميركيين نقلوه الى قاعدة غوانتانامو الكوبية التي يُحتجز فيها حوالى 600 من أفراد "القاعدة" و"طالبان". ولا يُعلن الأميركيون أسماء المحتجزين هناك. و"اختفى" الحيلة خلال زيارته لمصر في ايلول سبتمبر الماضي. وأكدت القاهرة انه غادرها الى باكو، عاصمة أذربيجان. في نيويورك ا ب، هاجم مسؤول أميركي وزيرة الخارجية السويدية انا ليند لانتقادها الهجوم الصاروخي الأميركي على سيارة "الحارثي" ورفاقه. وقال روبرت زويليك، ممثل وزارة التجارة الأميركية في محادثات عن التجارة العالمية في نيويورك، ان بلاده تخوض حرباً ضد "القاعدة" وتتحمل بالتالي "مسؤولية أكبر" من مسؤولية السويد إزاء خطر هذا التنظيم. وكانت ليند اعتبرت قتل الحارثي ورفاقه "إعداماً خارج القضاء".