صنعاء - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلنت السلطات اليمنية اعتقال ثلاثة يشتبه في انهم من "العناصر الخطيرة" في تنظيم "القاعدة"، ودعا الرئيس علي عبدالله صالح العائدين من أفغانستان الى "التوبة" والإقلاع عن الأعمال الإرهابية. وعُلم ان 12 من المتطرفين السابقين خرجوا من السجون أخيراً بعدما تعهدوا بالتراجع عن منهجهم. وافادت صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية أن "أجهزة الامن اعتقلت أخيراً ثلاثة أشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة". ونقلت عن مصدر مأذون في وزارة الداخلية ان "هؤلاء الذين ضُبطوا بعد عملية تعقب من اجهزة الامن دامت شهوراً يعتبرون من ضمن العناصر الخطيرة في تنظيم القاعدة". وبين المعتقلين "شخص يدعى قاسم الريمي المكنى ب"قاسم التعزي" وكان اوقف في دولة عربية سلّمته الى اليمن لكنه تمكن من الهرب خلال عملية نقله في إحدى المحافظات اليمنية وظل فاراً إلى أن اعتقل أخيراً مع رفيقيه". واضاف ان "قاسم التعزي يرتبط بصلة وثيقة مع قائد سنيان الحارثي أبو علي الذي قُتل في مأرب مطلع الشهر الجاري ومحمد حمدي الاهدل أبو عاصم". واوضح انه "كان ضمن مجموعة من العناصر التي كانت تخطط لعملية تخريبية في مدينة تعز عندما انفجرت عبوة كانوا يعدونها للعملية بأحدهم وأدت إلى وفاته". وقالت المصادر أن "الأجهزة الأمنية تواصل عملية متابعة كثيفة للمدعو محمد حمدي الاهدل أبو عاصم الشريك الرئيسي لأبي علي الحارثي ومن الأعضاء الخطرين في القاعدة". وأوضحت "26 سبتمبر" أن "أبو عاصم الأهدل كان تلقى مبالغ وصلت الى نصف مليون دولار حوّلت اليه من جهات خارجية عن طريق بعض الاشخاص من الكويت ودولة أخرى لاستخدامها في تمويل نشاطات إرهابية". وأضافت أن الاهدل "كان قد اخذ ينفق هذه الاموال لشراء اسلحة ومتفجرات وجوانب اخرى لتنفيذ اعمال تخريبية وارهابية داخل اليمن ضمنها الاعتداء على بعض المصالح والمنشآت الحيوية". وكان اليمنيون الستة الذين قتلوا بصاروخ أصاب سيارتهم في مأرب الشهر الجاري مطلوبين بتهمة التورط بعمليات إرهابية بينها تفجير المدمرة الاميركية "كول" في عدنجنوب ما ادى الى مقتل 17 بحاراً اميركياً في تشرين الاول اكتوبر 2000. الى ذلك، اشارت صحيفة "26 سبتمبر" الى ان أجهزة الأمن "تمكنت خلال الايام الماضية من ضبط متهم ثالث على ذمة قضية اطلاق النار على الطائرة المروحية التابعة لشركة هنت النفطية مطلع الشهر الجاري". وكانت السلطات اعلنت غداة الحادث اعتقال شخصين يشتبه في انهما اطلقا النار على المروحية خلال رحلة من صنعاء الى مأرب. وكتبت "26 سبتمبر" ان السلطات ستحيل قريباً على القضاء 17 متهماً بالإخلال بالأمن والتخريب. ونقلت عن مصادر مطلعة ان السلطات ستفرج عن بقية الشباب العائدين من أفغانستان الذين لم تثبت إدانتهم والذين اعلنوا توبتهم وتعهدوا التزام نتائج الحوار الذي أجرته معهم لجنة علماء شكّلها الرئيس علي عبدالله صالح قبل شهرين. ويأتي إطلاق الشباب المعتقلين بعدما أفرجت السلطات قبل نحو عشرة أيام عن 12 شخصاً حاورهم فريق من القضاة والمختصين في النيابة العامة. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان ال12 المفرج عنهم من سجون جهاز الأمن السياسي الاستخبارات أقسموا امام لجنة العلماء على عدم العودة الى الأفكار المتطرفة والتوبة الخالصة من الغلو والتطرف والدعوات التي ينبذها الدين الإسلامي ولا تتفق مع سماحته وكذلك التزام طاعة ولي الأمر وعدم الانسياق الى أعمال تخريبية تهدد أمن الوطن وسلامته واستقراره ومصالحه وعلاقاته الدولية، وعدم التعرض للأجانب أشخاصاً ومنشآت باعتبارهم في حماية الحكومة. علي صالح وفتح باب الجهاد الى ذلك، دعا الرئيس اليمني البلدان العربية الى فتح حدودها امام المتطوعين ل"الجهاد" ضد اسرائيل. وقال في مأدبة إفطار اقامها مساء الاربعاء "هذه الجيوش التي نعدها ونبنيها، نحن مستعدون اذا فتحت لنا الحدود، لأن نذهب لنقاتل في فلسطين. والقوى التي لا تريد ان تفتح صدورها للجهاد في فلسطين عليها ان تفتح حدودها للمتطوعين من العالم العربي والإسلامي". واضاف: "لا يجوز بأي حال ان نكون أمة عربية ونرى إخواننا وأخواتنا وبناتنا في فلسطين تزهق أرواحهم على يد قوات الاحتلال الصهيوني وبدعم من الحليف الاستراتيجي الولاياتالمتحدة". وتابع: "لولا التحالف الاميركي لما تغطرست إسرائيل وضربت بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط". وجدد دعوته الى "الشباب المتطرفين والعائدين من أفغانستان أو المنتمين الى تنظيم القاعدة" أن يعلنوا "التوبة والإقلاع عن الذنوب والوحشية والتخريب وأذية وطنهم". وقال: "على هؤلاء الشباب أن يعلنوا توبتهم ويقلعوا عن ذنوبهم، وليس معنى ذلك أنهم ليسوا مسلمين، وإذا كانت الولاياتالمتحدة تتدخل في شؤون الآخرين فنحن الذين نعطي المبرر بهذه الأعمال للتدخل في شؤوننا الداخلية … علينا أن نمنع الغلو والتطرف ونوحد صفوفنا في حال تعرض وطننا وسيادتنا واستقلالنا ومقدساتنا إلى أي خطر". واكدت الحكومة اليمنية الثلثاء الماضي "تعاونها" مع الولاياتالمتحدة في الهجوم الصاروخي في مأرب الذي اسفر مطلع الشهر عن مقتل ستة يمنيين يشتبه في انتمائهم الى "القاعدة".