قتل أحد أبرز المطلوبين لأجهزة الاستخبارات اليمنية والاميركية في اليمن علي قايد سنان الحارثي المعروف ب"أبو علي الحارثي" الذي يشتبه بأنه كان مقرباً الى زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وبضلوعه في أعمال ومخططات ارهابية. كما قتل معه ستة من اتباعه بانفجار سيارة كان يستقلها في منطقة النقعة على الطريق الصحراوي الذي يربط مدينة مأرب بمنطقة حريب التابعة لمحافظة مأرب 170 كيلومتراً شمال شرقي صنعاء، قبل غروب شمس أول من امس. وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية مساء امس ان الحارثي متهم بالهجوم على المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" في ميناء عدن في 12 تشرين الاول اكتوبر 2000 . واعتبرت وزارة الداخلية اليمنية ان انفجار السيارة حصل نتيجة وجود متفجرات في داخلها، وان ذخائر وأسلحة واجهزة اتصال وجدت فيها، مؤكدة أن القتلى يُشتبه بانتمائهم إلى "القاعدة" وبينهم "أبو علي الحارثي". وكشف "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن أمس ل"الحياة" ان الحارثي كان عرض تسليم نفسه شرط عدم نقله الى عهدة السلطات الأميركية، وانه أصيب عام 1994 في الخرطوم خلال محاولة لاغتيال أسامة بن لادن. وأبلغت مصادر قبلية في محافظة مأرب "الحياة" هاتفياً صباح امس أن الحارثي كان يستقل سيارة "تويوتا" سوداء من نوع "برادو"، وان اشلاءه تناثرت في مكان الحادث الذي وقع نحو الخامسة بعد عصر الاحد. وأضافت أن مروحية عسكرية شوهدت لحظة وقوع الحادث تحوم فوق سماء المنطقة، ورجحت ان تكون دوريات من الوحدات العسكرية الخاصة بمكافحة الارهاب التي تتعقب الحارثي ورفيقه المطلوب الآخر "أبو عاصم الأهدل" بهدف اعتقالهما واستجوابهما منذ حوادث 11 ايلول سبتمبر الماضي، قد قصفت سيارة الحارثي اثناء محاولته الهروب من الدوريات العسكرية باتجاه الصحراء. ورجحت هذه المصادر احتمال ان تكون المروحية اطلقت صاروخاً على السيارة وبذلك تكون القوات اليمنية فضلت قتل "الحارثي" بعدما فشلت أكثر من مرة في القبض عليه واتباعه، خصوصاً منذ لجوئه الى المناطق الصحراوية والجبلية الواقعة بين محافظتي مأرب والجوف. وكان "الحارثي" وزميله أبو عاصم الأهدل تمكنا من الفرار منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي قبل ان تدهم القوات الحكومية موقعاً يعتقد بأنهما كانا يختبئان فيه في منطقة الحصون بمحافظة مأرب. ولفتت المصادر الى ان السفير الاميركي في صنعاء أدموند هول كان موجوداً في عاصمة المحافظة برفقة ديبلوماسي آخر، في زيارة عمل لافتتاح مشاريع خدمات ساهمت الحكومة الاميركية في تمويلها، لكنها اعتبرت وجود السفير في المنطقة صدفة، وقد طلبت السلطات اليمنية منه مغادرة المنطقة بعد الحادث مباشرة فعاد الى صنعاء. وفيما شرعت السلطات الأمنية والجنائية التحقيق في الحادث، نُقلت جثث الضحايا الى صنعاء لتفحص هوية اصحابها. اذ يسود اعتقاد بأن "أبو عاصم الأهدل" المطلوب الثاني مع الحارثي كان في السيارة، لكن مصادر مطلعة استبعدت هذا الاحتمال مؤكدة ان الأهدل لا يزال مختفياً وربما كان متنقلاً بين محافظتي مأرب وشبوه. وتمشّط عناصر كوماندوس يمنية مدرّبة جيداً المناطق الصحراوية بمساندة مروحيات بحثاً عن مطلوبين يُشتبه في انتمائهم الى "القاعدة" وضلوعهم في اعمال ارهابية في اليمن. وعلى رغم ان وزارة الداخلية أكدت وجود متفجرات وذخائر واجهزة اتصالات في سيارة الحارثي إلا انها لم تتطرق الى طبيعة حادث انفجار السيارة واسبابه. وفي لندن، قال ناطق باسم "المرصد الإعلامي الإسلامي" ل"الحياة" ان الحارثي عرض قبل فترة تسليم نفسه الى السلطات اليمنية شرط تعهدها عدم نقله الى السلطات الأميركية. وكانت قوات أمنية دمّرت منزله في بيحان محافظة شبوة إثر فشل مفاوضات مع القبائل لتسليمه للإشتباه في قيادته "عناصر القاعدة في اليمن". ودهمت أيضاً منطقة حصون آل جلال في مأرب لاعتقاله و"أبو عاصم الأهدل" بتهمة التورط في تفجير المدمرة "كول". وخلال البحث عنهما وقع اشتباك بين قوات الأمن والقبائل قُتل فيه 18 عسكرياً و10 من القبائل. وأشار الناطق الى ان الحارثي الذي ينتمي الى قبيلة بلحارث مديرية عسيلان، كان أصيب بداية عام 1994بطلقات نارية عدة في بطنه خلال محاولة اغتيال تعرّض لها بن لادن في الخرطوم. وكان مع شخص آخر موجودين في منزل زعيم "القاعدة" في العاصمة السودانية عندما اقتحمته مجموعة "تكفيرية". وأصيب الرجلان بجروح في المواجهة. واعتبر الناطق ان قتل الحارثي يُعفي اليمنيين من ضغوط أميركية لتسليمه. وتساءل عن إمكان وجود علاقة بين كشف مكان وجوده واستجواب السلطات الأميركية عبدالسلام الحيلة، المسؤول الحزبي والأمني اليمني الذي "اختفى" أخيراً في القاهرة قبل انتقاله الى باكو عاصمة أذربيجان ب"طائرة أميركية". وقال ان الأميركيين يعتقدون بأن ثمة علاقة بين الرجلين. وكشف ان الحيلة كان قابل في السابق مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالية اف. بي. اي في صنعاء ورد على تساؤلاتهم عن اتهامه بعلاقات مع إرهابيين، وانه خرج مُعتقداً بأنهم اقتنعوا بعدم صحة هذا الاتهام.