سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجنة القانون في الكنيست أرجأت الى الاثنين تحديد موعد الانتخابات العامة . الصراع على زعامة "ليكود" يدخل مرحلة جديدة : شارون يريد حسماً قريباً ... ونتانياهو يستمهله
بدأت المرحلة الثانية من الصراع بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير خارجيته الجديد بنيامين نتانياهو على زعامة حزب ليكود بخلاف واضح في موقفيهما من موعد اجراء الانتخابات التمهيدية داخل الحزب في ظل نتائج استطلاعات الرأي الاخيرة التي ترجح تفوق شارون على نتانياهو فيها. وفي غضون ذلك يتواصل الجدل بين الاحزاب في شأن موعد اجراء الانتخابات العامة ضمن المهلة القانونية وهي مدة أقصاها 90 يوماً، ويرجح ان تشن خلالها الولاياتالمتحدة حربها على العراق. قالت مصادر اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يسعى الى اجراء الانتخابات داخل حزبه "في اقرب وقت ممكن" ان امكن بعد اسبوعين، فيما يريد منافسه على زعامة "ليكود" بنيامين نتانياهو وفقاً لما اعلنه ناطق باسمه، ان تجرى هذه الانتخابات بعد شهر واحد "ليتمكن من عرض مواقفه السياسية ولبناء جهاز داعم لحملته الانتخابية". ونقل عن نتانياهو قوله ان شارون استفاد من سنتين كاملتين لعرض مواقفه السياسية في حين لم تتوافر لنتانياهو هذه الفرصة. ويسعى شارون الى الاستفادة من التأييد الواسع الذي يحظى به في هذه المرحلة وفقاً لنتائج استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي التي اشارت الى تقدمه على منافسه داخل "ليكود" بست نقاط. واشار الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية الى ان 44 في المئة من الاسرائيليين المنتسبين الى الحزب يؤيدون شارون زعيماً للحزب فيما قال 38 في المئة منهم انهم يؤيدون نتانياهو، وقال 18 في المئة انهم إما لم يقرروا بعد او لا يؤيدون اياً منهما. اما في صفوف حزب العمل، فقال 42 في المئة من الاعضاء انهم سيصوتون الى جانب عمرام متسناع، و30 في المئة لزعيم الحزب الحالي بنيامين بن اليعيزر. ويستدل من نتائج الاستطلاع ان عدد مقاعد حزب ليكود في الكنيست سيرتفع من 19 مقعداً في الانتخابات السابقة الى 33 مقعداً، فيما سيفقد حزب العمل المنافس سبعة مقاعد، اذ سينخفض عدد مقاعده من 26 مقعداً الى 19 مقعداً فقط. وفي المجموع، تسيطر الاحزاب اليمينية في الانتخابات المقبلة على 67 مقعداً من اصل 120. وفي تعقيب على تقارير صحافية اشارت ب"استهزاء" الى الفترة الزمنية القصيرة التي سيتولى فيها وزير الدفاع الجديد شاؤول موفاز منصبه هذا اقل من تسعين يوماً اصدر مكتب شارون بياناً اكد فيه انه ينوي تعيين موفاز في المنصب نفسه في الحكومة التي سيشكلها في حال فوزه في الانتخابات المقبلة. ويولي شارون اهتماماً بالغاً بوزير دفاعه الجديد الذي حظي تعيينه بغالبية 67 صوتاً في الكنيست ويضمن له واجهة قوية ضد منافسه نتانياهو. وحظي نتانياهو بدوره ب61 صوتاً خلال التصويت على تعيينه وزيراً للخارجية امس مقابل 31 صوتاً معارضاً وامتنع خمسة نواب هم اعضاء حزب "شينوي" اليميني العلماني عن التصويت. وسادت حالة من الفوضى في أروقة الكنيست الاسرائيلي امس في ضوء الجدل والنقاشات التي شهدتها في شأن تحديد موعد الانتخابات. واشار بعض النواب الى ان اجراء الانتخابات العامة في شهر كانون الثاني يناير يعني ان تتم عملية الاقتراع في فصل الشتاء. وعارض نواب عرب اجراءها في هذا التاريخ الذي يصادف موسم الحج للمسلمين، الامر الذي يعني عدم تمكنهم من الادلاء بأصواتهم. واشارت مصادر برلمانية الى ان عملية الاقتراع ستؤجل في حال بدء الحرب الاميركية على العراق. وقررت لجنة القانون في الكنيست في نهاية الامر امس ارجاء اتخاذ اي قرار في موضوع الانتخابات الى الاثنين المقبل. نتانياهو يأسف لعدم ابعاد عرفات وبدأ نتانياهو في اطار حملته الانتخابية ب"المزايدة" على منافسه شارون بالاعراب عن اسفه لعدم ابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عندما كان ذلك ممكناً خلال الحصار الاخير على المقاطعة. واعرب عن اعتقاده بأن حرب الولاياتالمتحدة على العراق ستوفر فرصة مناسبة لاتخاذ هذه الخطوة. ويعارض نتانياهو بشدة اقامة دولة فلسطينية وهي من اهم بنود "خريطة الطريق" الاميركية للسلام التي ترجمت "رؤية" الرئيس الاميركي جورج بوش لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي في خطابه الشهير. ودعا نتانياهو الى العمل على "تقويض السلطة الفلسطينية وتكثيف العمليات ضد حركتي حماس والجهاد الاسلامي". وقال نتانياهو للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ليل الثلثاء الاربعاء: "أعدكم بشيء واحد: لن يكون هناك دولة ارهابية لمنظمة التحرير الفلسطينية مع نهاية 2003". ووصفت السلطة الفلسطينية حكومة شارون الانتقالية بأنها "حكومة فاشية". وقال وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب: "هذه حكومة خطيرة تشبه الحكومات الفاشية التي أُقيمت في اوروبا" في النصف الاول من القرن الماضي. واضاف بأن "الشعب الفلسطيني لا يستطيع مواجهة هذه الحكومة اليمينية الضيقة لوحده". عرفات يطالب بدعم الفلسطينيين ودعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصريح للصحافيين لمناسبة حلول شهر رمضان "أمتنا العربية كلها والاحرار والشرفاء في العالم ان يقفوا الى جانب الشعب الفلسطيني امام هذا التصعيد العسكري المجنون وعمليات القتل والتدمير وحتى منع المزارعين من قطف ثمار زيتونهم". وعقب عرفات في رد على سؤال عن تصريحات نتانياهو بالقول "لا يستطيع أحد ان يبعدني عن وطني وليعلموا انني كنت هنا مرات عدة". وعلى رغم ذلك، دعا عرفات نتانياهو، الذي ذكّر بأنه وقّع معه اتفاق "واي ريفر" في العام 1996 اثناء تولي الاخير رئاسة الحكومة، الى العمل من اجل السلام.