تتسابق الفنادق السعودية في المنطقة الشرقية من البلاد لإكمال استعداداتها لدخول شهر رمضان المبارك واستقطاب الزائرين لخيامها الرمضانية. وتشهد السعودية منذ نحو خمسة أعوام مضت انتشار ظاهرة الخيام الرمضانية التي تشمل بعضها على وجبات الافطار والسحور، الى جانب تقديمها "المعسل" في جو موسيقي صاخب وذلك بعدما كانت هذه العادة للفقراء الذين يكثر تجمعهم على موائد الخير. وشجع تميز ليالي رمضان في دول الخليج بالسهر على افتتاح المزيد من المقاهي ليلاً في رمضان وأصبحت تلك الخيام ظاهرة ملازمة لشهر رمضان. وواصل الامر تطوره الى ان زاد عدد الخيام واصبحت بعد ذلك عبارة عن برامج مقاهي ومطاعم بغطاء جديد اسمه رمضان وبأسعار مرتفعة تصل الى 20 دولاراً للفرد للوجبة الواحدة، فيما يزيد المبلغ عن ذلك اذا رغب الزبون في تدخين المعسل والذي يرتفع سعره بنحو اربعة اضعاف عن المقاهي المتخصصة بتقديم هذه الخدمة ليصل الى تسعة دولارات. وفيما يقدر عدد الفنادق في المنطقة الشرقية بأكثر من 57 فندقاً، إلا أن فنادق الدرجة الممتازة أكثر من ستة فنادق تبدي اهتماماً لافتاً بهذه الظاهرة ومن ثم فنادق الدرجة الاولى سبعة فنادق والدرجة الثانية والثالثة 26 و28 فندقاً على التوالي. وقال المدير المقيم في فندق الظهران الدولي عبدالفتاح النيال عن تلك الظاهرة بأن الهدف منها ليس تقديم المعسل او العصائر وانما هي متنفساً قد يجتمع فيه الشباب أو العائلة ويمكنهم من خلاله ممارسة هواياتهم مثل مشاهدة التلفزيون او ممارسة الالعاب الاخرى من شطرنج وورق والعاب اخرى متوافرة، نافياً ان تكون تلك الخيام مجرد مقاهي يتم خلالها تقديم المعسل فقط. وأضاف: "ان المعسل هو جزء من الخدمات التي نقدمها ولا يوجد ما يرغم الزبون على تناولها". وزاد ان النصف الاول من شهر رمضان لا يحظى باقبال كبير بعكس النصف الثاني، إذ يرغب الكثيرون بتغيير طعام المنزل فينشط عمل المطاعم والفنادق. وعلى النقيض من ذلك يغيب فندق الخليج ميرديان في مدينة الخبر عن قائمة الخيام الرمضانية. وقال مدير ادارة المبيعات والتسويق شكيب الحلو: "الى الان لم نقتنع بفكرة الخيام الرمضانية فنحن بصدد مشروع اكبر من ذلك، اذ اننا نسعى لايجاد خيمة ذات مواصفات عالية على مدار العام"، مشيراً الى أن "الهدف من ذلك هو التميز وضرورة الابتكار بعيداً عن التقليد". ولا يقتصر أمر الخيام الرمضانية على الفنادق فقط بل يتعدى ذلك الى مجمعات الصانع السكنية، إحدى أبرز تلك الخيام وأكبرها على الاطلاق والتي تقدم لزائريها الاطباق الصينية والايطالية والشرقية من خلال بوفيه مفتوح لوجبتي الافطار والسحور والفترة التي تتخللهما. وكان السعوديون حتى وقت قصير يرفضون الذهاب الى المطاعم ويفضلون الطعام المنزلي وخصوصاً في رمضان الذي يحظى بطقوس مختلفة عن باقي الشهور في السعودية ومنطقة الخليج عموماً، إذ تحتل "السمبوسة" والشوربة بأنواعها قائمة المائدة ومن ثم الاكلات الشعبية التي تتميز بها كل منطقة، الا انه ومع تزايد الاقبال على الفنادق والمطاعم حلت الاطباق اللبنانية ضيفاً على المائدة الخليجية بشكل لافت.