بعد أشهر من نجاح أمانة المنطقة الشرقية، في محاصرة مقاهي الشيشة والمعسل في الأحياء السكنية، وإجبار الكثير منها إلى الاستقرار خارج النطاق العمراني، عادت تلك المقاهي إلى أحياء المدن، وإن كانت متخفية تحت ستار «الخيام الرمضانية»، لتقدم لقاصديها المعسل والشيشة. بيد ان ذلك لم يشفع لها لدى مسؤولي الأمانة، الذين قرروا ملاحقتها، وإغلاقها. وعلى رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية، حول خطورتها وتأثيرها على الصحة، إلا أنه في المقابل؛ يشهد المعسل إقبالاً ملحوظاً من فئة الشبان. فيما بدأ ملاك الخيام الاستعداد والتجهيز المبكر، لاستقبال الزبائن، من خلال تهيئة الأجواء الرمضانية المناسبة لهم. وتحولت الخيام والمقاهي الى متنفس للشبان، ومكان يجتمع فيه الأصدقاء، للسهر طيلة ليالي رمضان المبارك. وتكون هذه الخيام عامرة بخيرات الشهر، يتناولون فيها وجبة السحور، ويحتسون القهوة والمشروبات الرمضانية، إضافة الى تبادل الأحاديث التي تكون «الشيشة» مصاحبة لها. وأكد أصحاب مقاهٍ، أنهم بدؤوا في التحضير مبكراً، لاستقبال الزبائن، من طريق تجهيز الخيام الكبيرة التي تتسع لأكثر من 300 شخص، ووضع شاشات عرض كبيرة لمشاهدة البرامج التلفزيونية، والفوانيس التي تشتهر في رمضان، إضافة الى تقديم الأكلات الرمضانية الشهيرة التي يفضلها الزبائن. وتستحضر الخيام الرمضانية في بعض الفنادق والمطاعم السعودية، ليالي عربية قديمة، إذ تطغى عليها فعاليات وأنشطة مختلفة، مصاحبة لأمسيات رمضان، سواءً كان في الإفطار، أو السحور، أو حتى ما بينهما. وتخصص بعض الفنادق خياماً وقاعات للنساء فقط، إذ يجدن فيها وسيلة جديدة للترفيه ولقاء الصديقات، ومناقشة المشكلات الزوجية، وأمور الحياة اليومية، والتطرق الى كيفية إعداد الوجبات الغذائية الرمضانية. وتسعى بعض الفنادق إلى تخصيص خيامها الرمضانية للشباب، نظراً إلى كثافة الإقبال عليها في هذا الشهر، فهي المكان شبه الوحيد المسموح لهم بالوجود فيه، وبخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ويقول مسؤول حفلات في أحد الفنادق: «إن الفندق تعود على إقامة الخيام والمقاهي الرمضانية منذ أكثر من ستة أعوام، إذ تحولت إلى ظاهرة رمضانية في كل عام، وشهدت خلال الأعوام الماضية إقبالاً متزايداً من العائلات»، مضيفاً أنه يتم «تخصيص خيام رمضانية منفصلة بجوار مطعم الفندق، ويتم تخصيص مكان للعائلات وآخر للشبان»، مبيناً أن إدارة الفندق «تحرص في كل عام على تهيئة أجواء تعبر عن بعض المقاهي الشهيرة في الدول العربية، وما تمتاز به»، مشيراً إلى أن هذا العام «سيغلب على الخيمة الطابع المصري، إذ سيرتدي العاملون في الخيمة الملابس التراثية والفرعونية المصرية»، لافتاً إلى أنه عادة ما يترافق مع برامجها «تقديم وجبة إفطار، أو سحور». ويؤكد مدير حفلات في فندق آخر، أن الخيام تلقى «إقبالاً كبيراً في رمضان من جانب العائلات السعودية والمقيمة في شكل عام، والشبان بخاصة، لما توفره من سبل الراحة، وتقديم شتى أنواع الأكلات الرمضانية المعروفة والمشهورة في عدد من الدول العربية، إضافة إلى أطباق عالمية خفيفة تناسب الشهر المبارك، والديكورات العربية، والإسلامية، والتراثية، التي تمتزج بالتصاميم العالمية العريقة في الخيمة، التي توفر أجواء مريحة لقضاء وقت ممتع». وأضاف أن «الأجواء غير التقليدية التي تعودت على تقديمها المطاعم العالمية ساهمت في إحداث هذا التغيير، بحيث أصبح الزائر لا يبحث فقط عن التغيير في نوعية الوجبات المقدمة له، غير أن التبديل المنشود أصبح يطال أيضاً الخيمة التي يجب أن تقام على أحدث التصاميم والديكورات في تقديم هذه الوجبات». وقال سيف عبد الرحمن، الذي يدير مقهى، ل«الحياة»: «عادة ما تقبل فئة الشبان على ارتياد المقاهي والخيام الرمضانية»، لافتاً إلى أن الكثير من الزبائن «يقومون بحجز أماكنهم مبكراً، تفادياً للزحام الشديد، الذي عادة ما يكون بعد انتهاء صلاة التراويح مباشرة». فيما يشير إبراهيم نايف إلى أن «جميع مقاهي المنطقة تتسابق على التميز في خيامها الرمضانية، من خلال اختيار أفضل الديكورات، وتقديم أشهى المأكولات الشعبية، إضافة إلى وضع الشاشات التليفزيونية الكبيرة، لحرص الكثيرين على متابعة برامجه المفضلة». ويرى الكثير من مرتادي المقاهي والخيام الرمضانية، أنها تمثل بالنسبة لهم «المكان الأنسب لقضاء أجواء ممتعة، تمتد الى ساعات متأخرة»، فيما أشاروا إلى أن بعضها «يقوم بالترويج لنفسه، من طريق توزيع نشرات إعلانية أو وضع لافتات كبيرة على المداخل»، وبخاصة بعد قرار منع الشيشة داخل الأحياء السكنية، الذي صدر أخيراً.