تعرضت اسرائيل لصدمة امس إثر الهجوم المزدوج الذي استهدف اسرائيليين في كينيا، وتمثل الاول بعملية انتحارية ضد فندق تملكه شركة اسرائيلية في مدينة مومباسا الساحلية، وقتل في العملية 15 شخصاً، في حين نجت طائرة اسرائيلية من اطلاق صاروخين عليها عقب إقلاعها من مطار المدينة نفسها. وحملت اسرائيل تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن مسؤولية العمليتين، فيما قال مسؤول كيني ان الشرطة اعتقلت شخصين تستجوبهما حالياً. وجهت اسرائيل اصابع الاتهام الى تنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن بالهجوم المزدوج الذي استهدف اسرائيليين في مدينة مومباسا الكينية وقتل فيه 15 شخصاً بينهم ثلاثة اسرائيليين واصيب نحو ثمانين آخرين. وسادت حال من الصدمة والارتباك الشديدين اوساط الاجهزة الامنية والسياسية الاسرائيلية التي لم تتوافر لديها معلومات استخبارية عن العملية الانتحارية في مدينة مومباسا، أو عن اطلاق صاروخين على طائرة ركاب اسرائيلية بعد قليل من اقلاعها من مطار المدينة الساحلية. وفتحت وزارة الخارجية الاسرائيلية "غرفة عمليات" وتوجهت خمس طائرات تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي الى كينيا محملة مواد اسعاف طبية لمعالجة الجرحى. واعلنت شركة "العال" الاسرائيلية وقف كل رحلاتها لمدة ساعتين عقب وقوع الهجوم، فيما ترأس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون جلسة مشاورات امنية خاصة شارك فيها وزير دفاعه شاؤول موفاز ومسؤولو الاجهزة الامنية المختلفة تقرر خلالها ان يباشر جهاز الاستخبارات العامة "موساد" التحقيق في العمليتين، فيما عقدت جلسة ثانية دعي اليها ايضا وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "للبحث في ابعاد الهجوم في كينيا". وشمل الهجوم تفجير سيارة مفخخة في قلب فندق "بارادايس" الذي تملكه شركة اسرائيلية، ويرتاده سياح اسرائيليون، وتزامن ذلك مع اطلاق صاروخين ارض - جو من طراز "ستريلا" في باتجاه طائرة اسرائيلية تابعة لشركة "أركياع" في لحظات الاقلاع من المدينة ذاتها. وقالت مصادر اسرائيلية ان الصاروخين لم يصيبا الطائرة التي كانت تقل نحو 250 راكباً معظمهم من الاسرائيليين وكانت متوجهة الى مطار تل ابيب. وفي التقاير الاولية، طلب من قائد الطائرة الهبوط في مطار العاصمة الكينية نيروبي، لكن أوامر صدرت له لاحقاً بمتابعة رحلته الى تل ابيب بعدما تبين عدم تضرر الطائرة من جراء الشظايا التي اصابتها. وحطت الطائرة في وقت لاحق في مطار بن غوريون قرب تل ابيب. وسارعت مصادر امنية اسرائيلية الى توجيه اصابع الاتهام الى تنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن او "تنظيم اسلامي متطرف له علاقة بالقاعدة". ونقل عن هذه المصادر قولها ان "بن لادن له قاعدة صلبة ومتينة في شرق افريقيا، خصوصاً في كينيا وتنزانيا". ولم تستبعد المصادرالاسرائيلية ذاتها ايضاً ان يكون ل"حزب الله" اللبناني علاقة بالهجوم مذكرة باتهام اسرائيل "الحزب" وايران بالقيام بعملية ضد اهداف اسرائيلية في الارجنتين. وقالت مصادر امنية اسرائيلية اخرى ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية لم تحصل على تحذيرات في شأن وقوع هجوم في الفندق ولكن كانت هناك معلومات عن هجمات تستهدف اسرائيليين في الخارج قبل شهور. وكان السفير الكيني لدى تل ابيب رجح بدوره "بقوة" ان يكون بن لادن وراء هذا الهجوم. "جيش فلسطين" وفي بيروت رويترز، تبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "جيش فلسطين" الهجوم الانتحاري الذي نفذ على الفندق واطلاق الصاروخين على الطائرة الاسرائيلية. وقالت المجموعة التي لم يسمع بها من قبل في بيان "فقد تمت الموافقة لكتيبة الشهيد البطل ابو جهاد بتحريك مجموعتها الاولى وهي مجموعة الشهيد ماجد ابو شرار ومجموعتها الثانية وهي مجموعة الشهيد كمال ناصر الى كينيا الافريقية لضرب المصالح الاسرائيلية ونفذت المجموعتان عملياتهما العسكرية حسب المخطط المرسوم واوقعتا اصابات مباشرة عدة في صفوف الصهاينة الاسرائيليين وهما الان في طريق عودتهما الى قواعدهما سالمتين". هل عاد خبير المتفجرات عبدالله أحمد الى كينيا؟ وفي القاهرة، استبعدت مصادر أصولية عربية معلومات ترددت عن مشاركة القيادي البارز في تنظيم "القاعدة" عبدالله احمد عبدالله بنفسه في العملية الانتحارية في مومباسا، لكنها لم تستبعد أن يكون عبدالله خطط للعملية اذا كان تنظيم "القاعدة" يقف خلفها. وأوضحت أن عبدالله يعد واحداً من أبرز خبراء المتفجرات في التنظيم "ولا يعقل أن يضحي به التنظيم ويفقد خبرته الكبيرة في المستقبل لمجرد تنفيذ عملية". واشارت المصادر في اتصال هاتفي اجراه مراسل "الحياة" في القاهرة امس الى أن القائمين على تنفيذ العمليات في التنظيمات الراديكالية لا يكونون عادة من المتخصصين في أعمال لوجستية وتتركز عمليات تدريبهم على تنفيذ العمليات". وينتمي عبدالله الى الجيل الثاني في التنظيم أي الذي يلي قادته الرئيسيين مثل اسامة بن لادن والدكتور ايمن الظواهري وابو حفص المصري وابو عبيدة البنشيري. ومعروف أن الأخير مات غرقاً في كينيا في ايار مايو 1996 وكان يتولى وقتها قيادة العمل العسكري في "القاعدة" وذهب الى افريقيا لتأسيس قواعد للتنظيم هناك وساعده عبدالله في ذلك. والأخير كان تولى قيادة معسكر داخل الاراضي الافغانية درب خلالها عشرات وربما مئات من الافغان العرب على تفخيخ السيارات. وفي حال تبني "القاعدة" العملية فإنها ستعلن تمكن التنظيم من ممارسة نشاط في افريقيا على رغم الحملات التي استهدفت عناصره عقب تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في 1998، وستكون ترجمة لما ورد على لسان بن لادن والظواهري من تهديد للمصالح الاسرائيلية في الخارج بعدما ظلت تلك التهديدات مجرد عبارات تتردد في خطبهما. والاسم الكامل لعبدالله احمد عبدالله هو عبدالله احمد عبدالله علي الالفي وينتمي الى مدينة طنطا في محافظة الغربية، ويعد واحداً من أبرز خبراء المفرقعات والتفخيخ واستخدام المتفجرات في تنظيم "القاعدة"، وورد اسمه ضمن اول لائحة اميركية اصدرها مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي اي" لمن تعتبرهم واشنطن اخطر العناصر الارهابية المطلوب اعتقالها عقب تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام.