باريس، لندن - "الحياة" - استقبل سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية رونو موسولييه امس زعيمي الاكراد العراقيين مسعود بارزاني وجلال طالباني واجرى معهما محادثات تركزت على اوضاع المناطق الكردية، واكد بارزاني رفض اي خطة اميركية لما بعد الرئيس صدام حسين في غياب تفاهم على مستقبل العراق. واعاد موسولييه التذكير باهتمام فرنسا بأوضاع الاكراد وبتمسكها بوحدة الاراضي العراقية كما شدد على الاهمية التي توليها للتطبيق الفعلي والكامل للقرار 1441. وكان بارزاني وطالباني وصلا الى باريس بدعوة من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي كريتسيان بونسليه ويشاركان غداً في ندوة ينظمها المعهد الكردي في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية البرلمان حول مستقبل الاكراد في العراق. واتاحت المحادثات التي اجراها بارزاني وطالباني مع موسولييه امس وقبله مع بونسليه عرض تصورهما لمستقبل العراق الذي "ينبغي ان يتجه الى صيغة فيديرالية ذات سيادة خاضعة للحكم المركزي". ويأمل اكراد العراق في حمل فرنسا على لعب دور اكبر، في مرحلة ما بعد صدام، لاضفاء توازن على الدور الاميركي. وكان من المفترض ان يلتقي الزعيمان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان، لكن الجولة الافريقية التي يقوم بها الاخير حالت دون ذلك. واعلن بارزاني في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي رفضه لاي خطة اميركية لما بعد صدام وأي مشاركة لقواته في عمل اميركي، في غياب تفاهم مسبق حول مستقبل العراق. وقال: "لا يمكن ان نبحث بإطاحة النظام من دون الاتفاق على البديل" لمستقبل العراق. واعرب بارزاني عن تأييده نظاماً برلمانياً وفقا لنموذج فيديرالي وديموقراطي وتعددي. لكنه شدد على رفض الفكرة القائلة بوضع العراق "تحت الوصاية او تحت قيادة عسكرية" اميركية لفترة انتقالية. كما رفض ضمنا خطة اميركية من ثلاث مراحل اشارت اليها قبل ايام مجلة "يو اس نيوز ووورلد ريبورت" الاميركية. وبحسب هذه الخطة، فإن المرحلة الاولى تمر بادارة عسكرية اميركية لمدة تراوح من ستة اشهر الى سنة على الاقل في اطار احتمال هجوم اميركي ناجح على بغداد قبل اقامة قيادة عراقية بديلة بعد سنتين. ورأى بارزاني ان "وصاية عسكرية او قيادة عسكرية" اميركية غير مقبولتين وفقا لسير الأمور حالياً. وقال: "ان دور الجنود هو الدفاع عن الارض"، مستبعدا بذلك ايضا فكرة تعيين عسكري على رأس حكومة عراقية. واكد الزعيم الكردي انه "اذا سقط النظام، ينبغي ان تنصب كل الجهود على وسائل ضمان الامن وتفادي الوقوع في الفوضى".