مع بداية القرن ال 21، ستكون هناك ريفيرا مصرية على خريطة السياحة العالمية، تمتد على مساحة 65 كيلومتراً، على ساحل خليج العقبة في سيناء، ولا تقل جذباً عن الريفيرا الفرنسية والايطالية، ومنافسة للريفيرا الاردنية -الاسرائيلية. وتشتمل ريفيرا سيناء على منتجعات سياحية متكاملة ترفيهية ورياضية وفنادق وملاعب للغولف وميناء لهواة رياضة اليخوت. وتبلغ جملة استثمارات تلك المشاريع السياحية في المنطقة نحو اربعة بلايين جنيه مصري اما الطاقة الفندقية فتناهز 17 ألف غرفة فندقية، تؤمن 60 ألف فرصة عمل. وتنقسم الريفيرا الى قطاعين في طابا ونويبع وتحوي طابا مركز وادي المداح، ومقبلا والهيرا ومراكز المحاش الأعلى بطول 45 كيلومتراً على الشاطئ، وقطاع نويبع يحوي مركز الحميرا والمحاش الأسفل بطول 30 كيلومتراً، وفي كل قطاع فنادق ومراكز خدمية عدة، وتفصل كل مركز عن الذي يليه فواصل طبيعية أو صناعية. كما يحوي ميناء لسياحة اليخوت، ومركزاً ترفيهياً في مدينة طابا. أما مركزا مقبلا والحميرا فسيخصصان للسياحة الرياضية، ويجري حالياً انشاء ملاعب عالمية للغولف عليهما. أما مركز المداح فسيكون مركزاً خدمياً. وأعدت هيئة التنمية السياحية المصرية خطة لهذه المنطقة هدفها تحقيق التوافق بين البيئة والطبيعة العمرانية. وعن أهم المميزات في منطقة الريفيرا المصرية يقول رئيس الهيئة المصرية للتنمية السياحية المهندس عادل راضي ل "الحياة": "تعتبر منطقة جنوبسيناء بمقوماتها الفريدة من أجمل المناطق السياحية ليس في مصر فقط بل في العالم بأكمله، وتحوي منطقة جنوبسيناء كذلك، بموقعها المتميز ومكانتها التاريخية والأثرية، أهم مناطق الغطس، وذلك في منطقة نويبع، وهي رأس البوريك ومرسى موقيبل فرعون والذي يضم 250 نوعاً من الشُعاب المرجانية، و1000 نوع من الاسماك". ومن أشهر وأروع المناطق في الريفيرا محمية أبو حالوم، وتقع شمال مدينة دهب، وتجمع بين البيئتين الصحراوية والجبلية بحيواناتها وزواحفها وطيورها النادرة، إضافة الى البيئة البحرية الغنية بالشُعاب المرجانية، والاسماك الملونة، بالاضافة الى قلعة نويبع المشهورة التي بنيت في عهد صلاح الدين. ولأهمية هذه المنطقة، سيتم في الفترة المقبلة إحياء القرار الخاص بإنشاء منطقة حرة في مدينة طابا على غرار منطقة جبل علي في إمارة دبي، سيما وانها تقع على حدود ثلاث دول، وتتمتع بموقع جغرافي متميز. وعن ضرورة ايجاد آلية للتسويق المشترك للمشاريع السياحية لضمان عدم المضاربة بالأسعار طالب أحد المستثمرين في المنطقة وهو السيد سميح سويرس بضرورة تأسيس شركة أم تتولى التسويق لكل القرى السياحية والفنادق، بالاضافة الى اعادة تشغيل خط القاهرة - طابا التابع لشركة "مصر للطيران". ولفت إلى ضرورة التنبه الى وضع ريفيرا ايلات - العقبة كمنطقة منافسة، داعياً الى الحرص على جودة الخدمات واتباع الاساليب الحديثة للتسويق لهذه المشاريع. وقال سويرس إن منطقة الريفيرا شهدت خلال السنوات الأخيرة تنمية سياحية كبيرة، وأصبحت تحوي مجموعة من الفنادق والقرى السياحية الجميلة. كما تجري حالياً حركة دائبة لإقامة مزيد من المنشآت السياحية الواعدة التي ستساهم في جذب السياحة الدولية الى هذه المنطقة الرائعة. ونوه الى انه تم خلال الفترة الحالية إفتتاح ثلاثة مشاريع سياحية وهي فندق "سفاري بيتش ريزورت"، وقرية "ريفيرا بيتش"، وفندق "بريمر"، بالاضافة الى عدد من المشاريع التي ستفتتح الشهر المقبل. يذكر أن فكرة الريفيرا ظهرت في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وشملت طابا وايلات والعقبة، وهناك مشروع اسرائيلي - اردني لإنشاء ريفيرا مثلث العقبة - ايلات - طابا، وكان يندرج في إطار التعاون الشرق أوسطي، واعتبرته مصر مجحفاً لها. وكانت اسرائيل والأردن في ذلك الوقت توصلا الى اتفاق على مشروع إنشاء ريفيرا. وجرت مشاورات لتسهيل تأشيرات ورسوم العبور والجمارك، وفتح بوابات لعبور السياح بين الدول الثلاث، وانشاء منطقة تجارة حرة. وفي ذلك الوقت دعا الطرفان مصر الى الانضمام للمشروع، لكن الحكومة المصرية رفضت المشروع الاسرائيلي، لأنها رأت ان مصر ستقدم بمقتضاه كل المعونة ولن تحصل على المقابل المناسب، ذلك ان المشروع الاسرائيلي كان يعتمد في تسويقه سياحياً على مصر، إذ أنه مقام على شريط ساحلي مصري يوازي عشرين ضعف مساحة الارض المخصصة لتنفيذ المشروع الآخر سواء في ايلات أو العقبة. واتضح كذلك ان الاسرائيليين خططوا للمشروع وفق نسبة 3 : 1، بمعنى أن يقضي السائح ثلث عدد الليالي السياحية في مصر والبقية في اسرائيل. لكن نظراً الى بُعد المسافة بين طابا والقاهرة أو الصعيد، فإن معظم الايرادات سيذهب الى الخزائن الاسرائيلية، ولذلك طورت مصر مطار رأس النقب طابا بكلفة عشرة ملايين جنيه للقضاء على المشكلة التي طرحها المشروع الاسرائيلي، وهو ما شجع المستثمرين المصريين ووزارة السياحة المصرية على إقامة ريفيرا مصرية للاستفادة من تطوير المطار.