أعرب وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني عن قناعته بأن تعرّض العراق لضربة عسكرية اميركية بات "وشيكاً"، مستبعداً ان تكون الضربة رمزية أو محدودة لأن "الهجوم على العراق وشيك وسيكون بالتأكيد شديد القسوة". وأوضح ان بلاده تعارض هجوماً اميركياً "محتملاً" على العراق، معتبراً ان اسرائيل ستكون "اكثر وأفضل المستفيدين من هجوم عسكري اميركي محتمل على العراق". كذلك أشار الى "رغبة" ايران في اقامة "تعاون عسكري" مع الدول الخليجية، وأكد ان "الاستراتيجية" السياسية - العسكرية الايرانية تعمل على توثيق "التعاون العسكري والقيام بمناورات مشتركة مع الكويت والمملكة العربية السعودية والامارات المتحدة". وكان شمخاني يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في طهران امس لمناسبة احتفال الايرانيين بيوم القوات الجوية الذي يُنظم سنوياً في اليوم الثامن من احتفالات "عشرة الفجر" لقيام الثورة الاسلامية عام 1979. وبعد كلمة لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، قال شمخاني ان "ظاهر الأمر يشير الى ان دول المنطقة ليست راضية عن عمل عسكري ضد العراق، وكل دولة تعلن معارضتها بشكل ما". لكنه اضاف: "في ضوء الوجود الكثيف واتساع التحركات العسكرية للقوات الاميركية في المنطقة فان الهجوم على العراق وشيك وسيكون بالتأكيد شديد القسوة. والضربة العسكرية ستتحدد تبعاً لطبيعة رد الفعل العراقي". وكان شمخاني حريصاً طوال المؤتمر الصحافي على تأكيد رفض بلاده لضربة محتملة مشيراً الى ان ايران "كرئيسة لمنظمة المؤتمر الاسلامي وكدولة اسلامية مجاورة للعراق تبذل جهوداً وتقوم بمحاولات لتفادي" ضرب العراق، ولفت الى وجود "معارضة دولية واقليمية وغياب قرار من مجلس الأمن وعدم حصول اميركا على اجازة قانونية وشرعية أممية لضرب العراق". وعن امكانات اتساع رقعة المعارك وما اذا كانت المواجهة الاميركية - العراقية "المحتملة" ستؤثر على ايران، حذر شمخاني من ان بلاده "سترد على اي انتهاك لأراضيها ومجالها الجوي"، مشدداً على ان "الجمهورية الاسلامية لديها القدرة والامكانات اللازمة للدفاع عن أراضيها بشكل كامل، وهي تحكم السيطرة على الحدود البرية والبحرية والجوية بأفضل صورة"، وتابع بعبارات تحذيرية: "لن نتساهل مع أي انتهاك لحدودنا". وتقوم الحكومة الايرانية بمساع ديبلوماسية وتحركات سياسية، عربياً واسلامياً واوروبياً، لكنها المرة الاولى التي يعلن فيها مسؤول ايراني كبير ان طهران "معنية" مباشرة بأي تطور عسكري على الجبهة الاميركية - العراقية "يمكن" ان تتسع رقعته "اقليمياً". وقال ان الجيش الايراني "يتابع التحركات العسكرية في المنطقة عن كثب وبدقة"، نافياً في الوقت نفسه ان تكون القوات الايرانية وضعت في "حال تأهب". واعتبر ان "الكيان الصهيوني سيكون اكبر المستفيدين من هجوم عسكري اميركي محتمل على العراق" ودعا "البلدان الاسلامية ان تمنع العمل العسكري ضد العراق عن طريق الوحدة والوفاق". وتعليقاً على الطائرات الحربية ذات المدى الطويل التي تسلمتها اسرائيل من الولاياتالمتحدة اخيراً، شدد شمخاني على ان بلاده "تملك وسائل وامكانات الحماية المناسبة اذا تعرضت لعدوان اسرائيلي، واذا هاجمت اسرائيل ايران فستتعرض للهجوم".