الرياض - "الحياة" في الوقت الذي نفى مستشار الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، السيد عادل الجبير، وجود صلة مالية بين أي من أفراد الاسرة الحاكمة في السعودية ومنفذي هجمات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، أعربت أوساط سعودية مسؤولة عن اعتقادها بأن هناك جهات معادية للمملكة في الولاياتالمتحدة تواصل العمل على إستعداء الرأي العام الاميركي ضد السعودية والعرب والمسلمين من خلال تسريب معلومات مغروضة الى أجهزة الإعلام في شأن وجود "علاقة مالية" للمملكة ومسؤولين فيها بالأشخاص الذين نفذوا الهجمات التي استهدفت واشنطن ونيويورك. وأشارت خصوصاً الى التقرير الذي نشرته "نيوزويك" وذكرت فيه أن اموالاً سعودية أرسلت إلى طالبين سعوديين كانا على علاقة مع إثنين من الذين نفذوا الاعتداءات، عن طريق حساب الأميرة هيفاء الفيصل زوجة السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان. ونفى ذلك عادل جبير، مستشار ولي العهد السعودي، في مقابلة بثتها شبكة التلفزيون "سي.إن.إن"، وقال فيها ان "ليس هناك أي دليل على هذا الإدعاء". وكتبت المجلة أن أموالاً دفعت عن طريق حساب الأميرة إلى حساب طالبين سعوديين في كاليفورنيا هما عمر البيومي وأسامة باسنان اللذان كانت لهما علاقة بخالد المحضار ونواف الحازمي اللذين كانا على متن الطائرة التي ضربت مبنى وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون". وأكد المستشار جبير ان الاميرة لم تدفع للطالبين أي مبلغ. لكنه أوضح أن تحقيقاً داخلياً جرى في السعودية كشف ان الأميرة هيفاء دفعت مساهمات خيرية لسيدة تدعى ماجدة ابراهيم أحمد وأن هذه السيدة قامت بعد ذلك بدفع نصف المبالغ الى اسامة باسنان أو زوجته جانيت باسنان أو لمنال البيومي زوجة عمر. وأوضح الجبير في المقابلة "ان الأميرة هيفاء سيدة كريمه جداً تهتم بوضع المواطنين السعوديين خصوصاً المحتاجين منهم". وقال الجبير رويترز ان السعودية تتعاون في شكل وثيق مع الولاياتالمتحدة في البحث الاوسع نطاقاً عن اعضاء تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن. واضاف: "لا اعتقد انه توجد أي حكومتين تتعاونان في شكل اقوى مما تتعاون به حكومتكم وحكومتي في هذه المسألة. في نهاية الأمر انهما بلدكم وبلدي اللذان تستهدفهما "القاعدة" ونحن نتتبعها بلا هوادة لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكننا بها تخليص المنطقة من هذا البلاء". وزاد الجبير ان السعوديين اعتقدوا ان هذه القضية اغلقت "لذلك وجدنا انه أمر مفاجىء انهم يثيرون الآن من جديد هذا الأمر في الكونغرس ويطرحونه كدليل جديد وهو ما يدفعني الى الاعتقاد بأن الناس الذين وراء هذا مهتمون بإحراز نقاط سياسية أكثر من اهتمامهم بالوصول الى الحقيقة". وفي الرياض أعربت أوساط سعودية مسؤولة عن اعتقادها بأن جهات معادية للمملكة وجهات أخرى لها علاقة باللوبي اليهوي تعمل على تأليب الرأي العام الاميركي من أجل إثارته ضد السعودية والعرب والمسلمين من خلال وسائل الإعلام، وأن هذه الجهات هي التي تعمل على تزويد وسائل الاعلام الاميركية بين حين وآخر بمعلومات مشوهة عن السعودية وعلاقتها بالإرهاب والإرهابيين والهدف من ذلك إثارة العداء بين الولاياتالمتحدة والسعودية لئلا يكون للمملكة تأثير في السياسة الاميركية في المنطقة.