بيروت - "الحياة" - ادعى النائب العام الاستئنافي في جنوبلبنان القاضي ميسر شكر على مجهول بجرم اغتيال الأميركية بوني ويذرول التي كانت تعمل مبشرة وممرضة في مركز تابع للكنيسة الانجيلية في صيدا. وتابع قاضي التحقيق الأول في الجنوب نديم عبد الملك تحقيقاته، واستمع أمس الى الطبيب الشرعي وتسلم منه التقرير والرصاصات الثلاث التي استخرجت من جثتها. وحضر وفد مشترك من السفارتين الأميركية والبريطانية، الى قصر العدل في صيدا واجتمع بالقاضيين شكر وعبد الملك، واطلع منهما على سير التحقيقات. ثم انتقل الوفد الى مكان الجريمة وعاينوه. وأفادت مصادر قضائية ان التحقيق يسير في كل الاتجاهات لكن لم تتبلور لدى المحققين فكرة معينة عن دوافع الجريمة بعد. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة" انها لا تستبعد ان يكون مطلق النار على المبشرة الأميركية امرأة، الا ان ذلك يتطلب المزيد من التحقيقات والاستقصاءات. وأوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان من جملة المسائل التي يهتم بها التحقيق معرفة الدوافع الحقيقية للقتل: هل هي بسبب الدور التبشيري للمغدورة ويذرول في بيئة اسلامية يدعو فيها المتشددون خصوصاً الى التحفظ عن هذا الدور؟ أم بسبب جنسيتها الأميركية في ظل تصاعد مشاعر العداء لاميركا وسياستها في المنطقة؟ وترجح اوساط التحقيق والاوساط المتتبعة لمجرياته الاحتمال الأول. وقال عاملون في الكنيسة انهم لم يتلقوا اي تهديدات محددة لكن الشائعات انتشرت بأن العيادة تجري عمليات اجهاض وتسعى الى تنصير المسلمين. وقال زوج الضحية البريطاني غاري ويذرول ل"رويترز": "قال لنا بعض الناس ألا نذهب لأن ذلك اخطر مما ينبغي. لكننا اتخذنا القرار معاً. كنا مستعدين لأن نضع ارواحنا جانباً. كان كلانا يعي التهديدات. كنا يقظين وحريصين حتى انني اشتريت لبوني هاتفاً محمولاً للطوارئ". وكان امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود قال: "نحن لا نستنكر بل نريد اسلوباً غير ذلك حتى يتبين ان مجتمعنا كله ضد السياسة الاميركية وليس فرداً او مجموعة".