رحبت موسكو في ختام الاجتماع الأول لمجلس حلف شمال الاطلسي - روسيا بالشراكة مع الحلف، لكنها أبدت تحفظاً حيال توسيعه. فيما طمأن حلف شمال الاطلسي روسيا الى ان توسعته بضم اراض سوفياتية سابقة لا تشكل اي تهديد لها، وسعى الى الاقتراب من شركاء في آسيا الوسطى يوفرون مساعدات حيوية للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب. وحض الرئيس جاك شيراك تركيا على اجراء اصلاحات لتصبح على تجانس مع القيم المعتمدة في اطار الاتحاد الأوروبي. ودعا الى عدم حصر مكافحة الارهاب بالوسائل العسكرية. اختتمت قمة دول حلف شمال الأطلسي في براغ أعمالها أمس في جلسة موسعة ضمت الاعضاء السبعة الجدد من أوروبا الشرقية والوسطى والدول الاعضاء في مجلس الشراكة الأوروبي الأطلسي. وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف للصحافيين ان "النتائج التي سجلت خلال ستة اشهر مهمة جداً"، ذاكراً على سبيل المثال المناورات المشتركة بين روسيا والحلف الاطلسي في مجال الدفاع المدني التي تخللها تدريبات حول الاسلحة الكيماوية في ايلول سبتمبر الماضي في روسيا. واعتبر ان "مجلس الحلف الاطلسي - روسيا" الذي شكل خلال قمة الحلف في روما في ايار مايو الماضي "تجسيداً جلياً للحقبة الجديدة" القائمة في العلاقات بين موسكو والحلف الاطلسي. وفي المقابل بدا ايفانوف متحفظاً حيال انضمام سبع دول اوروبية منبثقة من المعسكر الشيوعي سابقاً بينها دول البلطيق الثلاث استونيا وليتوانيا ولاتفيا الى الحلف بحلول عام 2004. وقال ان روسيا "ستدرس بتمعن الوثائق والقرارات المعتمدة" خلال قمة حلف شمال الاطلسي في براغ التي قررت هذا التوسيع أول من أمس وان "اجراءات مناسبة" ستتخذ في ختام هذه الدراسة. والتقى وزراء خارجية الحلف نظيرهم الروسي ايغور ايفانوف في اليوم الثاني من قمة الحلف في براغ. وقال الامين العام للحلف جورج روبرتسون ان الحلفاء لم يثيروا مسألة الحملة العسكرية التي تشنها موسكو على الشيشان وأبدوا تعاطفهم مع روسيا في واقعة احتجاز مسلحين شيشان لرهائن في مسرح بموسكو الشهر الماضي. تركيا الى ذلك، أكد الرئيس جاك شيراك ان لتركيا مكانها في أوروبا شرط قيامها بمجموعة من الاصلاحات لتصبح على تجانس مع القيم المعتمدة في اطار الاتحاد الأوروبي، ودعا الى تسوية المشكلة القبرصية لأن الاتحاد "لا يرغب باستيراد المشاكل". وقال شيراك في مؤتمر صحافي في ختام القمة ان تصريحات الحكومة التركية السابقة والحكومة الجديدة، تظهر عزم تركيا على استكمال الاصلاحات المطلوبة، وانه سيلتقي في هذا الاطار في باريس في 27 الجاري رئيس الحكومة التركي الجديد عبدالله غول. وأكد ان الاتحاد الأوروبي "لا يريد استيراد المشاكل" ولذا فإن من الضروري حل مشكلة قبرص وفقاً لاقتراحات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وذكر انه لمس لدى الجانبين اليوناني والقبرصي استعدادات ايجابية في شأن المسألة القبرصية، لكنه شكّك في امكان تسويتها قبل قمة كوبنهاغن التي ستشهد توسيع الاتحاد الأوروبي. وعما اذا كانت فرنسا تتخوّف من انضمام 65 مليون مسلم تركي الى أوروبا، أجاب شيراك "لماذا نقول 65 مليون مسلم ولا نقول 60 مليون مسيحي فرنسي؟ ... تركيا دولة علمانية ونتوقع الا تعيد النظر بعلمانيتها". وتابع ان قضية انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد الأوروبي ليست مطروحة من زاوية دينية وانما من زاوية اجتماعية وسياسية واقتصادية، وتتوقف على مدى اعتماد تركيا للقيم الأوروبية. واعتبر شيراك ان مكافحة الارهاب المطروحة على حلف شمال الأطلسي، ينبغي ان تتم بشتى الوسائل من دون ان تهمل جذور هذه المشكلة حيث يجرى التعامل مع البيئة التي تغذي الارهاب من فقر وشعور بالذل وتوترات اقليمية تغذي الاحقاد.