عشية زيارته لروسيا، دعا الرئيس الأميركي جورج بوش نظيره الروسي فلاديمير بوتين الى البحث عن حل سلمي للمشكلة الشيشانية، لكنه ايد جهود الكرملين ل"مكافحة الإرهاب". ودعا موسكو الى عدم الاعتراض على توسيع حلف الأطلسي وانضمام جمهوريات سوفياتية سابقة إليه، فيما ذكر زعيم المعارضة اليسارية غينادي زيوغانوف انه سلم بوتين وثيقة سرية عن نية الأطلسي "فرض السيطرة" على روسيا. يعتزم الرئيس الأميركي جورج بوش زيارة مدينة سان بطرسبورغ ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمثابة تعويض عن اللقاء الذي لم يتم بينهما في المكسيك، بسبب انشغال الرئيس الروسي آنذاك بمعالجة حادث احتجاز الرهائن في مسرح موسكو. وفي حديث الى اذاعة "الحرية" الأميركية التي تبث باللغة الروسية، قال بوش ان منفذي حادث المسرح "يشبهون القتلة الذي جاؤوا الى اميركا"، وذلك في مقارنة بين احداث 11 ايلول سبتمبر 2001 واحتجاز الرهائن. وأضاف ان المسؤولية في مصرع عدد من الرهائن تقع على الإرهابيين الذين "يريدون قتل الأبرياء من اجل قضية ينادون بها". وتابع ان اسامة بن لادن "يمتدح هجمات المسلمين في الشيشان ... ولمنظمة "القاعدة" مصلحة في ذلك". واعتبر ان بوتين اصبح "صديقاً جيداً في مكافحة الإرهاب". لكنه تمنى عليه ان يجد "سبلاً لمناقشة امكانات الحوار السياسي من اجل حل سلمي للمشكلة الشيشانية". وكان بوتين رفض بشدة اي حوار مع الرئيس الشيشاني المنتخب اصلان مسخادوف واتهمه بالتورط في التحضير لاحتجاز الرهائن. ورأى مراقبون ان الموضوع العراقي سيكون محوراً اساسياً للقاء بوش - بوتين وسيحاول الضيف الأميركي اقناع الرئيس الروسي بتأييد الحرب المحتملة على العراق. إلا ان الرئيس الأميركي سيسعى ايضاً لتبديد مخاوف روسيا من اخطار تهددها بسبب ضم استونيا ولاتفيا وليتوانيا الى حلف الأطلسي في دورته المقبلة. وأكد بوش ان روسيا لم تعد عدواً، وفي ضوء ذلك فإن حلف الأطلسي ليس بحاجة الى التصدي لغزو محتمل من جانب حلف وارسو الذي لم يعد له وجود وهو في الواقع يغدو بالتدريج جزءاً من الأطلسي. وزاد انه سيبلغ بوتين والشعب الروسي رسالة مفادها ان اقتراب الحلف من حدود روسيا "وخصوصاً في المناطق الحساسة مثل البلطيق" ليس مدعاة للخوف "بل يجب عليكم الروس ان ترحبوا بذلك". ويبدو ان "الترحيب" غير وارد ذلك ان وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف اكد مجدداً ان بلاده تعتبر توسيع الحلف "خطأ". وفي خطوة اثارت الانتباه، استقبل بوتين الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي قال انه اطلع الرئيس على نسخة من تقرير سري اعده محللون في حلف الأطلسي اقترحوا "سيطرة الحلف عسكرياً وسياسياً على روسيا". واعتبر زيوغانوف ان "امركة" السياسة الخارجية الروسية "خطأ فادح" ارتكبه بوتين ولم يحصل مقابله على "عفو" عما يقوم به في الشيشان. وعزا التنازلات التي تقدمها روسيا الى الغرب الى ضعفها بسبب اتباع الحكومة سياسة اقتصادية "قد تؤدي في القريب العاجل الى هزات خطيرة".