} موسكو - "الحياة" - اعترف الرئيسان جورج بوش وفلاديمير بوتين بأن محادثاتهما لم تؤد الى ازالة كل الخلافات المتعلقة بمعاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ "اي بي ام"، فيما تعرض الرئىس الروسي لانتقادات عنيفة من القوى اليسارية التي اتهمته بالتفريط بالمصالح الوطنية. ولمح الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الى وجود خلافات بين الكرملين والقيادة العسكرية. وكان الرئيسان الاميركي والروسي أعلنا اثر الجولة الاولى من المحادثات في واشنطن انهما قررا خفض الرؤوس النووية لكل من الجانبين بواقع الثلثين من 6000 الى نحو 2000 رأس نووي، لكنهما لم يتفقا على مصير العبوات التي ستنزع من الصواريخ، وأصرّ بوتين على ضرورة اجراء مفاوضات في شأنها. لكنه اشار الى ان هناك "رؤية مشتركة" للدولتين. وبعد لقاء الزعيمين في مزرعة بوش قال الرئيس الاميركي ان هناك اختلافاً في شأن معاهدة "اي بي ام" المبرمة عام 1972 والمتعلقة بالدفاعات المضادة للصواريخ. ومعروف ان واشنطن كانت طالبت بإلغاء المعاهدة بوصفها "من مخلفات الحرب الباردة"، فيما اعتبرتها موسكو "حجر الزاوية في عمارة الأمن الاستراتيجي". إلا ان المراقبين اشاروا الى احتمال موافقة روسيا على تعديل بنود المعاهدة في صورة تسمح للولايات المتحدة بإجراء تجارب "حرب النجوم". وأشار رئيس المجلس الأعلى للسياسة الخارجية في روسيا سيرغي كاراغانوف، الذي يعد من الخبراء المقرّبين الى الكرملين، الى ان اجراء هذه التجارب "لن يضر بمصالح روسيا". وقال: ان الولاياتالمتحدة قد تتكبد خسائر مالية وتواجه صعوبات تكنولوجية تدفعها الى صرف النظر عن الدرع الصاروخية. إلا ان زيوغانوف لمح الى ان بوتين ربما قدّم تنازلات لم يعلن عنها في شأن المعاهدة، اضافة الى قبوله مبدأ انضمام جمهوريات سوفياتية سابقة الى حلف الأطلسي. واعتبر ان بوتين "يقتفي خطى ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن" في اتخاذ قرارات مصيرية من دون الرجوع الى البرلمان او الرأي العام، واصفاً هذه السياسة بأنها "مناقضة للمصالح الوطنية". وقال: ان الاحزاب اليسارية "ستكافح ضد هذا الموقف غير المسؤول"، متهماً بوتين بالعمل لمصلحة رأس المال المرتبط بجهات اجنبية، ملمحاً الى وجود خلاف بين الكرملين والقيادة العسكرية بقوله: ان هيئة الاركان العامة "اعربت عن قلقها العميق" من انخفاض المقدرة الدفاعية للدولة.