هدد زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف بنقل الحرب الى كامل الاراضي الروسية، وتبنى مسؤولية عملية احتجاز الرهائن في أحد مسارح موسكو الاسبوع الماضي، فيما أقر البرلمان الروسي قراراً غير مسبوق يمنع تسليم جثث الارهابيين الى ذويهم أو كشف مواقع دفنها، وأدخل تعديلات تحدّ من حرية الصحافة وتحظّر نشر ما يمكن تفسيره بأنه "دعم غير مباشر للارهابيين". اعلن زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف أمس عبر موقع على الانترنت مسؤوليته عن عملية احتجاز الرهائن في موسكو، وبرأ الرئيس الانفصالي اصلان مسخادوف من اي مسؤولية في هذه العملية مهددا بنقل الحرب الى كامل الاراضي الروسية. وطلب باساييف الصفح من مسخادوف "وكذلك من رفاق السلاح لانه اخفى عنهم التحضيرات واطلاق هذه العملية". واتهمت روسيا مسخادوف بالتورط في عملية احتجاز الرهائن كما كانت وراء قيام الشرطة الدنماركية باعتقال موفده احمد زكاييف الاربعاء في كوبنهاغن. ومن جهة اخرى دعا باساييف، العدو اللدود لموسكو، كل "المجموعات الانتحارية" الى الانضمام لمعركته لمواصلة الهجمات ضد الروس. وقال "من الان وصاعدا، الحرب لن تتواصل فقط في الاراضي الشيشانية وانما ايضا في كل اراضي روسيا". ومنذ انتهاء مأساة احتجاز الرهائن في مسرح موسكو، عززت السلطات الروسية الاجراءات الامنية والقانونية. وفي هذا السياق ادخل مجلس الدوما النواب امس تعديلاً على قانون مكافحة الارهاب منع بموجبه تسليم جثث الارهابيين الى ذويهم ودفنهم في مقابر سرية لا يكشف عنها. وكان هذا الاجراء طبّق عملياً بحق 50 رجلاً وامرأة كانوا احتجزوا الرهائن وقتلوا اثناء عملية استخدم فيها الغاز قبل اقتحام القوات الخاصة المبنى. وظلّت السلطات الروسية ترفض الكشف عن طبيعة الغازات الى حين أصدرت واشنطن بياناً شديد اللهجة في هذا الشأن، فعقد وزير الصحة يوري شيفتشينكو مؤتمراً صحافياً قال فيه ان الغاز هو "فنتانيل" وهو أقوى من المورفين عشرات المرات، لكن الوزير شدد على انه ليس قائداً وذكر ان وفاة 119 رهينة كان بسبب "جملة عوامل" منها الوضع النفسي والجسدي. لكن الاطباء الذين يعالجون الرهائن الذين ظلوا على قيد الحياة أشاروا الى ان عدداً منهم كان خرج من المستشفى ثم أعيد إليه ما يوحي بأن هناك اعراضاً "مخفية" قد تظهر لاحقاً. ولم يتبين سبب الوفاة الفورية للخاطفين، وقيل في حينه ان رجال القوات الخاصة اعدموهم وهم نيام بفعل الغاز المخدر. وقد تكون الرغبة في عدم كشف الاسباب الحقيقية لمصرعهم هي التي دفعت الى رفض السلطات تسليم جثثهم ومن ثم تثبيت هذا الاجراء في القانون الذي تبناه البرلمان امس. وصوت ضد التعديل نائب واحد فقط هو بوريس فاديجدين الذي دعا الى "عدم الخلط بين السياسة والاخلاق"، وطالب ب"محاربة الارهابيين وهم أحياء والامتناع عن محاربة جثثهم". وفي سياق مماثل أقرّت غالبية كتل الوسط الموالية للكرملين تعديلات على قانون الصحافة اعتبرها نواب اليسار واليمين عادلة للحد من الحريات وبموجبها "يمنع نشر معلومات تتضمن اقوالاً تهدف الى عرقلة اجراء عمليات مكافحة الارهاب أو الترويج لمقاومة اجرائها". ويرى المحللون ان هذه وغيرها من الصياغات المطاطة قد تستخدم كأدوات لمحاربة الخصوم السياسيين. وقال النائب فيكتور بيتروخين ان السلطة "بدلاً من محاربة الارهاب تحارب الصحافة". والى جانب الاجراءات الداخلية تقوم روسيا بجهود لمحاصرة النشاط الشيشاني في الخارج ومنعه. وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان موسكو ارسلت الى كوبنهاغن وثائق تثبت تورط السياسي الشيشاني المعروف احمد زكاييف في عدد من الاعمال الارهابية". وكانت السلطات الدنماركية اعتقلت زكاييف وهو الممثل الشخصي للرئيس المنتخب اصلان مسخادوف، اثناء مشاركته في مؤتمر الشتات الشيشاني في كوبنهاغن. من جهة اخرى، أعلن الكسندر ياكوفنكو الناطق باسم الخارجية الروسية ان سلوك القيادة الجورجية "يثير الغضب". واتهم تبليسي بأنها "تماطل" في تسليم مقاتلين شيشانيين كانوا احتجزوا اثناء عبورهم الحدود من روسيا اثر اشتباكهم مع قوات فيدرالية. وفي موسكو استقبل الكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية امس الشيخ عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي ودعا الى اتخاذ خطوات "لمنع المتطرفين من استخدام الفروق الدينية لتحقيق مآربهم ومنها الاعمال الارهابية".