حمل وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بعنف على الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني منتقداً تصريحاته التي هدد فيها بإرسال قواته مجدداً الى جنوب السودان لملاحقة متمردي "جيش الرب للمقاومة" الاوغندي المعارض. وانتقد اسماعيل محاولات عزل بلاده والتشويش علىها وتشويه سمعتها في الخارج. وهاجم موسيفيني في خطاب خلال احتفال بمرور 15 عاماً على استيلائه على السلطة في كمبالا الرئيس عمر البشير اول من امس واتهمه بعدم حسم امر متمردي "جيش الرب" الذي يتزعمه جوزيف كوني ويقود معارضة مسلحة في شمال اوغندا منذ 13 عاماً. وتتهم اوغندا السودان بتوفير قواعد لكوني في الجنوب. وقال موسيفيني: "ناقشت القضية مع البشير واتوقع منه ايقاف كوني. واذا لم يفعل فسنفعل نحن ونذهب اليه داخل السودان ونوقفه لانه لا يحق للبشير الاستمرار في قتل اطفالنا". واعتبر الرئيس الاوغندي ان عروضه للتوسط بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" قوبلت بالرفض لأن البشير لا يريد ذلك، لكنه ابدى استعداده لاستئناف وساطته، مضيفاً ان "البشير يظن ان في مقدوره افتعال المشاكل لشعب جنوب السودان وفي الوقت ذاته يسبب المشاكل لشعب شمال اوغندا وهذا ما لن أقبله". وانتقد وزير الخارجية السوداني كلام موسيفيني خلال مؤتمر صحافي امس حضره نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وخمسة وزراء عدّدوا منجزات وزاراتهم خلال الفترة السابقة. وقال: "اذا كانت دواعي هذا الحديث مرتبطة بالمنافسة في الانتخابات الرئاسية التي يواجهها فذلك شأن داخلي يخصه، لكن اذا كانت مقدمة لتدخّل اوغندي في اعتداء جديد على السودان فلن يكون مصيره سوى الاندحار كما حدث لمحاولاته السابقة". ودعا موسفيني الى "ان يعي جيداً ان السودان ليس غافلاً عن مؤامراته ضده". واعتبر تدخّل موسيفيني في شؤون جيرانه "ليس جديداً كما حدث من قبل في السودان وكينيا والكونغو ورواندا"، وتابع: "لكن نتائج تدخلاته معروفة سلفاً ولن تحقق له ما يريد". وابدى اسماعيل استغرابه: "كيف يتسنى للرئيس الاوغندي الافتخار علناً باستئصال معارضيه واغتيالهم عن عمد؟". ورأى "ان هذا السلوك يؤكد ما ذهب اليه رئيس اوروبي لم يسمّه عندما وصف موسيفيني بأنه هتلر افريقيا". وعن اتهام موسيفيني للسودان بعدم حل قضية "جيش الرب" اكد جدية الخرطوم في معالجة هذه المشكلة بمساعدة الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر ومصر وليبيا وكندا. واوضح ان "الجهود مستمرة مع الوسطاء الذين تبين لهم ان كمبالا تضع العراقيل في وجه محاولاتهم". واعرب عن سعادته باعتراف موسيفيني اخيراً بدعم حركة التمرد التي يقودها العقيد جون قرنق، مشيراً الى "ضغوط البرلمان الاوغندي على حكومته لوقف دعمها للحركة". وكشف عن اقامة اذاعة سرية للحركة في كمبالا لبثّ إرسالها الى جنوب السودان.