الخرطوم - "الحياة" - وافقت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق على تمديد اتفاق هدنة ينتهي بنهاية العام الى نهاية آذار مارس المقبل. وبات مرجحاً رفع المحادثات الجارية بينهما في ضاحية مشاكوس الكينية السبت ومعاودتها في السادس من كانون الثاني يناير المقبل بعد احراز المفاوضات تقدماً محدوداً. ورفض وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد طلباً من "الحركة الشعبية لتحرير السودان" لمناقشة قضية المناطق المهمشة جبال النوبة وأبيي والانقسنا ضمن محادثات قسمة السلطة الامر الذي اثار ارتياحاً لدى الخرطوم، وفتح الطريق امام احراز تقدم في مسار التفاوض. وطالبت الحكومة الوسطاء بالتوقيع على نقاط الاتفاق والاختلاف بين الطرفين قبل رفع جولة المحادثات الحالية في بلدة مشاكوس. واتفق الطرفان مساء اول من امس على الجدول الزمني للمفاوضات عقب استئنافها بمناقشة الترتيبات الامنية والعسكرية والضمانات الدولية والاقليمية للسلام والوجود العسكري للحركة الشعبية خارج حدود جنوب السودان المتفق عليها عام 1956 اي موعد استقلال البلاد. وتسربت معلومات عن احراز المفاوضات تقدماً في القضايا المتعلقة برئاسة الدولة وصلاحيات الحركة في حكم الجنوب، وسلطة نائب الرئيس وقسمة عائدات النفط والمشاريع القومية، لكن الطرفين رفضا مقترحاً طرحه الوسطاء بتعديل في الدستور لإنشاء منصب رئيس وزراء يسند الى زعيم الحركة جون قرنق. وتمسك الوفد بمنح الحركة منصب نائب الرئيس لشؤون الجنوب وطالبت الحركة بمنصب النائب الاول للرئيس بصلاحيات موسعة. ويعتقد مراقبون ان الخلاف بين طرفي التفاوض في شأن نسبة سكان جنوب البلاد سيكون له دور مهم في حل الخلاف ازاء قسمة السلطة والثروة، إذ تقول الحكومة ان نسبة سكان الجنوب 25 في المئة من سكان البلاد وتتمسك الحركة بنسبة 40 في المئة ولا توجد احصائيات رسمية تثبت ارقاماً يمكن الاتفاق عليها. الى ذلك، اكد رئيس اللجنة العسكرية لمراقبة وقف النار في جبال النوبة الجنرال النروجي ويلهسمن ان الاتفاق الساري منذ عشرة شهور ما زال متماسكاً. اعتصام طلاب الجامعة يدخل اسبوعه الثالث على صعيد آخر، تصاعدت الأزمة في جامعة الخرطوم وتجددت اعمال العنف في كلية التربية بعدما اقتحمت الشرطة مقر سكن الطلاب والطالبات لفض اشتباكات بين طلاب الحزب الحاكم والمعارضة. ودخل اعتصام طلاب الجامعة اسبوعه الثالث احتجاجاً على تدخل الشرطة وضرب اساتذة ورفض الطلاب الالتزام بالجدول المعلن للامتحانات. ودان مدير جامعة الخرطوم الدكتور عبدالملك محمد عبدالرحمن امس اعتداء الشرطة على اساتذة وطلاب، ووصفه بأنه "تجاوز غير مبرر" لكنه دافع عن اقتحام الشرطة الحرم الجامعي قائلاً ان بعض الطلاب اراد مهاجمة مكتبه. ورفض ارجاء الامتحانات من موعدها المعلن السبت المقبل. وأكد ان ادارته اتخذت الترتيبات اللازمة لحماية الامتحانات في ظل تهديد الطلاب بمقاطعتها. ورفض الحديث عن اقتحام الشرطة ليل الاثنين الثلثاء كلية التربية ما ادى الى اصابة طلاب وطالبات.