تواجه مفاوضات السلام السودانية أزمة جديدة بعد أيام على استئنافها في بلدة مشاكوس الكينية، إذ تكرس الخلاف على تفسير بنود اتفاق الهدنة الذي وقعته الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" برعاية وسطاء "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد. وقال الرئيس عمر البشير: "نرفض أي تدخل لإيغاد في أي مشكلة اخرى غير مشكلة الجنوب، ولو ادى ذلك الى خروج السودان من مبادرة السلام". وكان الوسيط الكيني في مفاوضات السلام الجنرال لازارس سيمبويو أيد اتهامات "الحركة الشعبية" للخرطوم بخرق اتفاق الهدنة في منطقة رساي في شرق البلاد، بعد عشر دقائق على سريانه، وقال إنه تأكد من مصادر مستقلة، أن الحكومة خرقت الاتفاق. لكن البشير طالب "ايغاد" بحصر مهمتها في التوسط في قضية الجنوب، استناداً إلى التفويض الممنوح لها والمحدد في هذا الإطار، وهدد في خطاب أمام مجلس شورى الحزب الحاكم ليل الجمعة - السبت بالخروج من "ايغاد". وقال: "لن نسمح لإيغاد بالتدخل في أي شأن سوداني خلاف ذلك، ولو أدى ذلك إلى إلغاء دورها وخروج السودان منها". وأضاف ان "ايغاد" غير معنية بأي قضية خارج حدود الجنوب، في اشارة إلى محاولة "الحركة الشعبية" التي يتزعمها العقيد جون قرنق، توسيع مظلة المحادثات لتشمل مناطق جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة وابيي. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل إن اتفاق الهدنة لا يشمل المناطق الشرقية لأن ما يجري هناك "عدوان اريتري على السودان"، مؤكداً أن الخرطوم "لا يمكنها السكوت على هذا العدوان أو التغاضي عن الشر الذي يأتي من أسمرا".