كشفت مصادر فلسطينية مطلعة وموثوقة أن اليستر كوك المستشار الامني لخافيير سولانا المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، عقد سلسلة اجتماعات مع قياديين من "حركة المقاومة الإسلامية" حماس في قطاع غزة قبل أسابيع. وقالت المصادر ل"الحياة" في غزة أمس ان كوك أمضى أياما في مدينة غزة قبل أكثر من شهر اجتمع خلالها مع عدد من قياديي "حماس" في أحد الفنادق الفخمة في المدينة. وأكدت أن المحادثات تناولت وقف العمليات الاستشهادية داخل "الخط الأخضر" الفاصل بين اسرائيل وفي المدن الإسرائيلية، في إطار المساعي المبذولة لتخفيف حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيدا للعودة إلى المسار السياسي وطاولة المفاوضات. وأشارت إلى أن مفاوضات كوك مع قادة "حماس" جاءت استكمالا للقاءات واجتماعات مماثلة سابقة بين مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وقادة الحركة أسفرت عن موافقة "حماس" على وقف العمليات الاستشهادية داخل "الخط الأخضر" في الأسابيع التي سبقت اغتيال صلاح شحادة القائد العام ل"كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس" في 22 تموز يوليو الماضي. وأضافت أن اغتيال شحادة كان بمثابة "الشعرة التي قصمت ظهر البعير" ما حدا بحركة "حماس" إلى التراجع عن موافقتها واستئناف تنفيذ العمليات الاستشهادية داخل "الخط الأخضر" وفي المدن الإسرائيلية الكبرى. ومهدت هذه اللقاءات والاجتماعات والاتصالات التي أجراها كوك مع قادة حركة "حماس"، ومنها اجتماعاته مع أسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان، الطريق أمام الحوار الذي بدأ رسميا في العاصمة المصرية القاهرة أمس. ويعتبر حوار القاهرة، وهو الأول منذ عام 191995 بين حركتي "حماس" و"فتح"، بمثابة تتويج للجهود الأوروبية والمصرية المبذولة لرأب الصدع في العلاقات المتوترة منذ أسابيع عدة بين الحركتين، ومحاولة للاتفاق على أساليب وسائل نضالية محددة تعتبر مقبولة لدى المجتمع الدولي. وكان قيادي في "حماس" نفى ان يكون للأوروبيين أي دور في التحضير لحوار القاهرة، كما نفى مسؤولون في الحركة اجتماع كوك مع قياديين منها في غزة. من جانبه، قال سمير المشهراوي عضو اللجنة المركزية العليا لحركة "فتح" في قطاع غزة ان كوك اجتمع مع قياديين من الحركة في الفترة نفسها التي زار فيها سولانا القطاع والتقى مدير الأمن الوقائي السابق في القطاع العقيد محمد دحلان. وقال المشهراوي ل"الحياة" في غزة أمس أن "كوك كان يناقش معنا الوضع في المنطقة والوضع الفلسطيني، وإمكان طرح مبادرات أوروبية لتهيئة الأجواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيدا للعودة الى طاولة المفاوضات". وردا على سؤال ل"الحياة" ان كان كوك بحث مع قادة "فتح" مسألة وقف العمليات الاستشهادية، نفى المشهراوي ذلك قائلا أن "كوك تحدث عن ضرورة خروج المنطقة من المأزق وتهيئة الأجواء وإنجاح بعض الاقتراحات التي تهدف إلى إعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات وان موضوع العراق أي الحرب المحتملة على العراق قد يفرز نتائج سلبية على المنطقة عموما والوضع الفلسطيني خصوصا"، في إشارة إلى التصعيد المحتمل من رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون ضد الفلسطينيين في حال انشغال العالم بالحرب على العراق. وأضاف: "من جانبنا قلنا إننا لا نستطيع وقف الانتفاضة دون ان يكون هناك حل واضح يكفل دحر الاحتلال وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، اما ترتيب أوراق الانتفاضة واتباع أساليب مقبولة لدى المجتمع الدولي فنحن مستعدون لبحثها من منطلق الاجندة الوطنية والمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني". يذكر أن سلطات الاحتلال منعت المشهراوي من السفر الى القاهرة ضمن وفد حركة "فتح" للحوار مع حركة "حماس". وقال المشهراوي في هذا الصدد: "أبلغت من مكتب الرئيس ياسر عرفات ان الحكومة الإسرائيلية أبلغت رفضها سفري ضمن الوفد من دون إبداء الأسباب". وشدد على أن الدولة العبرية "لا تحتاج لأي أسباب لتمنع من السفر او تقتل او تدمر فهذا جزء من الممارسات الإسرائيلية التي لا تحتاج إلى أي سبب او مبرر". واعتبر أن ذلك "جزء مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حكومة شارون".