نيروبي، لندن - "الحياة" دشن زعماء الفصائل والحكومة الانتقالية الصومالية المرحلة الثانية من مفاوضات السلام والمصالحة المنعقدة منذ 15 من الشهر الماضي في بلدة الدوريت الكينية. وجرى في المناسبة احتفال شارك فيه الرئيس الكيني دانيال آراب موي الذي تستضيف بلاده المفاوضات التي ترعاها "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد. وكانت هيئة "ايغاد" التي تضم سبع دول من شرق افريقيا، استطاعت الاحد الماضي تضييق شقة الخلافات والمنافسات على السلطة المستمرة بين الفصائل منذ حوالي 12 سنة، وحملت الأطراف المتحاربة على توقيع اتفاق مبدئي لوقف النار والأعمال العدائية. وتضمن الاتفاق ايضاً تشكيل لجنة فنية تمثل كل الأطراف لوضع جدول أعمال لمحادثات سلام في مقدمها تشكيل حكومة فيديرالية. وسادت امس اجواء تفاؤل في الدوريت التي تبعد مسافة300 كلم شمال غربي نيروبي، إذ القى عدد كبير من ممثلي الفصائل والحكومة الانتقالية كلمات ظهر فيها تنافس واصرار على اهمية انهاء الحرب وتحقيق السلام في بلدهم. وزاد من اجواء التفاؤل وجود الرئيس موي بين الزعماء المتخاصمين الذين اكدوا في كلماتهم على تصميمهم العمل بجد هذه المرة لتحقيق المصالحة، خصوصاً ان حوالي 16 مؤتمراً مماثلاً عقدت منذ بدء الحرب الاهلية في العام 1991 وفشلت جميعها في تحقيق اهدافها. وكان من بين ابرز المتحدثين امس رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية حسن ابشر فارح، ورئيس منطقة بلاد بونت بونت لاند التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال شرقي الصومال العقيد عبدالله يوسف احمد، وزعماء فصائل في مقديشو من بينهم موسى سودي يلحو وموليد معان وحسين محمد فارح عيديد. ومن المتوقع ان تستمر المرحلة الثانية من مفاوضات السلام الصومالية حوالى اربعة اشهر تتشكل في نهايتها حكومة وطنية فيديرالية، كما يصادق الزعماء خلالها على دستور جديد للبلاد.