استطاع الفنان هاني شنودة تطوير الاغنية الشعبية. مزج الألحان الغربية بالشرقية وقدم الكثير من الاعمال التي ما زالت رائجة حتى الآن مثل اغنية "ماتفكروش يا بنات ان الجواز راحة"، واغنية "زحمة يا دنيا زحمة" للمغني احمد عدوية. فاز شنودة بالكثير من الجوائز وهو يعد الأب الحقيقي للاغنية الشبابية بعدما أسس "فرقة المصريين"، التي تفككت عندما تزوجت مطربتها منى عزيز، لكن شنودة اعاد تكوينها من جديد تحت اسم فرقة "الاصدقاء"، ثم اعتزلت مطربة الفرقة الجديدة ايمان وتوفي اثنان من اعضائها. لم يتراجع شنودة عن مشروعه فكون فرقة "الاحلام". وعن هذه الفرقة وآرائه في الاغنية الشبابية وتطويرها كان حديث "الحياة" معه. ما سبب اختفاء الفرق الموسيقية التي اسستها على رغم نجاحها الفني؟ - السبب الرئيس لاختفاء الفرقة وفاة اثنين من اعضائها واعتزال مطربة الفرقة ايمان. وأسست حالياً فرقة للشباب سميتها "الاحلام" وحرصت على أن يكون اعضاؤها من الشباب وهم: نور وياسمين وطارق وأسامة، ودعمت هذه الفرقة بخبرتي الموسيقية وأقدم من خلالها بعض النصائح غير المباشرة للشباب، لأن الشباب في كل الازمنة يعترضون على النصائح التي توجه اليهم. هل انت راضٍ عما وصلت اليه الاغنية الشبابية؟ - أنا راض. فهي بالفعل تتلاءم كماً وكيفاً مع عقول الشباب، ولكن كثيرين يقعون في خطأ المقارنة بين عبدالحليم حافظ وعمرو دياب، او بين سيدة الغناء العربي ام كلثوم والمطربة الشابة آمال ماهر، وعندما نبحث في هذه المقارنة نجدها ظالمة لأن المقارنة يجب أن تكون بين شخصيتين متكافئتين ومتناسبتين، فأم كثلوم عبارة عن تراكمات من الفن الذي وُجد في ظروف ومناخ معينين في ظل مستويات مختلفة من "السميعة". ما اسباب تشابه ألحان الأغاني الشبابية؟ - التشابه سببه التنافس الشديد بين المغنين، فعندما ينجح مغن ما يسعى الآخر لتقليده، مثل عمرو دياب عندما استخدم اللحن الاسباني ونجح فيه وسارعت غالبية المغنين إلى استخدام الالحان الاسبانية، وهذا التشابه الناتج من اقتباس الالحان يؤدي إلى النجاح الموقت، بدليل ان الجمهور ينسى الاغاني المنتشرة حالياً بعد مرور ستة اشهر على إصدارها، ولا تترك هذه الأغاني اي علامة او بصمة في الوجدان. ما مواصفات الاغنية الناجحة؟ - لا بد من أن تكون لها معايير معينة، ألاّ تقل مثلاً عن 44 هاردز وهو معروف في العالم كله وتكون لها مواصفات عالمية ومستوى شديد المصرية. ماذا عن العلاقة بين التكنولوجيا والتلحين؟ - التكنولوجيا من العوامل المهمة اللازمة للتلحين، وأول من ادخل الاورغن والغيتار هو الفنان محمد عبدالوهاب الذي جعلنا نعرف ان التكنولوجيا هي التي تخدم اللحن وليس اللحن هو الذي يخدمها. كيف استطعت المزج بين الغربي والشرقي في ألحانك؟ - أنا من مواليد محافظة الغربية في مصر، وعشقت منذ طفولتي الاغنية الشعبية والمدائح وحرصت على حضور الموالد الدينية وسماع التواشيح والاغاني الشعبية، وأحببت هذا النمط من الغناء الشعبي الديني، وقررت مصارحة والدي بأنني اريد الالتحاق بكلية التربية الموسيقية، وفيها تعلمت الموسيقى العربية الجادة، وبعد ذلك التحقت بمعهد الكونسرفاتوار وكانت بالنسبة إليّ الصدمة الحضارية لأنني أصبحت شخصاً مقسوماً إلى اثنين، نصفي في طنطا والآخر في الكونسرفاتوار، وأصبحت امام طريقة ساحرة للخلط بين الشعبي الذي احبه والغربي الذي درسته. ما جديدك؟ - حضرت اغنية "قيدوا الشموع يا بشر" في احتفالات تشرين الاول اكتوبر، وفيها اوجه رسالة سلام الى العالم باللغتين العربية والانكليزية بمشاركة فرقة "الأحلام".