حمل الرئيس السوداني عمر البشير بعنف على الحكومة الاريترية معتبراً ان دعمها المعارضة السودانية يمثل محاولة لصرف الانظار عن مشاكلها الداخلية. وشدد على ان حكومته تنتظر اجابة واضحة مع الوسيط الكيني لتحديد موقفها النهائي من معاهدة المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وانها لن تستأنف التفاوض الا بعد تهيئة مناخ المحادثات. اكد الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب امام البرلمان السوداني، لمناسبة افتتاح دورة جديدة، تمسك حكومته بالاتفاق الاطاري الذي وقعته مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في 20 تموز يوليو الماضي. واتهم الحركة بتصعيد العمليات العسكرية واجهاض جولة المحادثات السابقة "لادخال العملية السلمية في دائرة مفرغة". واضاف ان "لا عودة الى المفاوضات الا بعد تهيئة المناخ الملائم للتفاوض. وشرحنا للمبعوث الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو ذلك وننتظر اجابته لتحديد موقفنا النهائي". وتحدث عن التزامه تحقيق اجماع وطني، وعن تحسن في علاقات بلاده الخارجية وانتقالها من مرحلة التطبيع الى التعاون. وركز على الحوار مع دول الاتحاد الاوروبي موضحاً انه سيعلن قريباً "نتائج طيبة". واكد رفض حكومته ضرب العراق خصوصاً بعد موافقته على استقبال فرق التفتيش الدولية. وحمل البشير بشدة على اريتريا، وقال ان "النظام الاريتري شذ عن دول افريقيا واعتمد سياسة الغدر والعدوان على بلد مدّ اليه يد العون والسلام ظناً منه ان ذلك سيحقق له مكاسب سياسية وصرف الانظار عن الاوضاع الداخلية التي تعيشها بلاده". وتابع: "سيظل السودان وفياً للشعب الاريتري مهما تنكر قادته"، مشيراً الى ان قواته تخوض معارك ضارية في الجنوب والشرق والنيل الازرق "وسيكون النصر حليفها". واوفد البشير امس وزير خارجيته الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الى طرابلس حاملاً رسالة الى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي طلبت الخرطوم تدخله لاحتواء الازمة مع اسمرا. وتلقت القيادة السودانية اخطاراً من امين اللجنة الشعبية وزير الليبي للشؤون الافريقية الدكتور علي عبدالسلام التريكي ان بلاده شكلت لجنة "عسكرية مدنية" لاجراء تحقيق في اتهام السودان اريتريا بمساندة قوات المعارضة لشن هجوم على اراضيه وان اللجنة باشرت عملها منذ يوم الأحد. وافادت مصادر مطلعة ان الوزير السوداني وضع الزعيم الليبي في صورة التطورات الاخيرة على جبهات القتال مع المتمردين الجنوبيين خصوصاً على الحدود السودانية الاريترية. واوضحت المصادر ان اسماعيل نقل طلباً من الخرطوم لوساطة القذافي لدى اسمرا "من اجل وقف الدعم الذي تقدمه للمتمردين". وقال اسماعيل في تصريحات ادلى بها امس في العاصمة الليبية ان الخرطوم "تثق بالمبادرة المصرية الليبية لحل النزاع في السودان وتثمن الجهود الكبيرة التي يبذلها القذافي لاعادة الاوضاع الى طبيعتها بين السودان واريتريا". وفي القاهرة، أعربت الجامعة العربية عن القلق ازاء تطورات العمليات العسكرية في شرق السودان. وطالبت، في بيان، ب"احترام سيادة وسلامة اراضي السودان واعطاء مساعي السلام فرصة لتجنيب الشعب السوداني المزيد من اراقة الدماء والمعاناة، وحتى يتمكن السودان من السير قدما نحو اقامة السودان الموحد الكبير المحتضن لكل ابنائه والمتمتع بعلاقات طيبة مع كل جيرانه، وتدعو كل القوى الى دعم التوجه نحو السلام ووقف كل العمليات العسكرية وحقن الدماء".