ساو باولو - رويترز، أ ف ب - حصل النقابي السابق ومرشح اليسار لويز إيناسيو "لولا"ً دا سيلفا على .6746 في المئة من الاصوات، متصدرًا بذلك سائر المرشحين للانتخابات الرئاسية البرازيلية. ولكن النقابي والعامل السابق في قطاع التعدين البالغ من العمر 57 عامًا والذي يلقبه أنصاره ب"لولا"، سيضطر لخوض جولة ثانية في الانتخابات في مواجهة مرشح الحزب الحاكم خوسيه سيرا 60 عامًا الذي حل في المرتبة الثانية وحصل على .5923 في المئة من الاصوات. وخرج من السباق الرئاسي مرشحان حلا في المرتبتين الثالثة والرابعة وهما: الحاكم السابق لولاية ريو دي جانيرو أنتوني غاروتينهو وسيرو غوميز مرشح تحالف اليسار الشيوعي واليمين المعتدل. وحصلا على .0517 و.1912 في المئة من الاصوات. واستعدادًا للجولة الثانية المقررة في 27 الشهر الجاري، أعلن مقربون من "لولا" أن حزب العمال اليساري الذي يتزعمه بدأ يبحث عن حلفاء جدد. وقال مستشاره ماركو أوريليو غارسيا إن ثمة احتمالاً لعقد حلف مع المرشح سيرو غوميز. وصرح الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته فرناندو أنريكي كاردوزو بأن "الرئيس المقبل يجب أن يعرف أن يقول نعم أو لا. عليه ألا يخشى من اتخاذ قرارات غير شعبية في حال تطلب الامر"، وذلك في إشارة دعم لسيرا. وقال أندريه سينغر الناطق باسم "لولا" إن الاخير كان يتوقع جولة ثانية وأنه "سعيد وواثق" من فوزه، فيما خاطب سيرا حشدًا من مؤيديه قائلاً : "في الجولة الثانية يستمر الكفاح إلا أن الظروف تختلف". وبعيدًا من أجواء الحماسة في الشارع، فإن النتيجة غير الحاسمة عنت مزيدًا من الترقب لسكان البرازيل البالغ عددهم 170 مليون نسمة، وللمستثمرين المحليين والدوليين الذين ضخوا أموالاً في أكبر بلاد أميركا اللاتينية في السنوات الاخيرة وراقبوا بقلق بالغ صعود "لولا". وفي المقابل، فإن الكثر من البرازيليين قالوا إنهم يرغبون في وجود زعيم يتناول قضايا مثل الجريمة والبطالة والفقر، فيما شكك المستثمرون في قدرة "لولا" على مواجهة تاسع أكبر دين في العالم يبلغ حجمه 260 بليون دولار. وراقبت الانتخابات البرازيلية عن كثب، دول أميركا اللاتينية وكذلك واشنطن وبورصة "وول ستريت" حيث يتوقع أن يؤدي فوز زعيم يساري إلى الابتعاد عن نموذج الاقتصاد الحر الذي تسانده أميركا. وكان لولا الذي يخوض الانتخابات للمرة الرابعة، خفف من خطبه الاشتراكية النارية لاستمالة المحافظين ورجال الاعمال وهما الفئتان اللتان اعتاد ناخبو البرازيل اختيار رئيس منهما. كما شن حملة مخططة بعناية، متعهدًا الالتزم بسياسات اقتصادية ثابتة. وعلى رغم اتجاهه إلى يسار الوسط فإن مؤيديه التقليديين لم يتخلوا عنه. ويذكر أن "لولا" عصامي، بدأ حياته العملية عندما كان عمره 12 عامًا، بائعًا لجوز الهند، وعمل ماسحًا للاحذية في شوارع ساو باولو العاصمة الاقتصادية، قبل أن يعمل في مصنع للصلب ويبدأ التعرف إلى الحياة النقابية.