كوبنهاغن، رام الله، موسكو، باريس، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - دان الاتحاد الاوروبي بلسان وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر توغل الجيش الاسرائيلي في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة الذي اوقع 14 قتيلا، فيما أبدى الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الموجود في المنطقة صدمته من الهجوم، وندد به ب"أقسى العبارات". وفي حين أسفت فرنسا للهجوم، انتقدت روسيا الاستخدام "غير المتناسب" للقوة. واعتبرت بريطانيا الغارة على خان يونس "مثيرة للقلق". وقال مولر للصحافيين في كوبنهاغن: "استنكر وادين بشدة الاعمال التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي هذا الصباح"، داعيا الفلسطينيين "الى ضبط الارهابيين المحتملين لكي لا يقوموا بأعمال انتقامية". من جانبه، ندد سولانا الذي يقوم بزيارة للشرق الاوسط بالهجوم، وقال قبل لقائه رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء في ابوديس: "نحن نشجب بأقسى الكلمات هذا الهجوم على المدنيين، كما اعلنا ونعلن دائما معارضتنا اي هجوم على المدنيين، وأصبت بصدمة لعدد القتلى والجرحى". واشاد في المقابل بما وصفه "الجهود الفلسطينية للتهدئة"، مؤكدا ان الهجوم "لن يثنينا عن مواصلة جهودنا". وكان سولانا التقى امس كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات. وكان مقررا ان يلتقي ظهر امس وزير التعاون الدولي في الحكومة الفلسطينية المستقيلة الدكتور نبيل شعث قبل ان يجتمع مساء بالرئيس ياسر عرفات. وكان التقى اول من امس وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الامنية محمد دحلان. فرنسا تأسف للهجوم وأسفت فرنسا امس للهجوم، معربة عن "قلقها" من الوضع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو ان "الاشارة السلبية التي توجهها هذه العمليات الى الفلسطينيين تثير قلقنا في وقت تتركز فيه جهود المجتمع الدولي مجدداً على تطبيق مشروع اللجنة الرباعية الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدةوروسيا والدليل على ذلك وجود سولانا في المنطقة". روسيا: استخدام "غير متناسب" للقوة وانتقدت موسكو الاستخدام "غير المتناسب" للقوة من جانب الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم، معتبرة ان "ليس ثمة ما يبرر مقتل المدنيين". واعلنت وزارة الخارجية في بيان: "على رغم ان الاسرائيليين يبررون عمليتهم باطلاق النار على مستوطنة في المنطقة نفسها من قطاع غزة فإن حجم هذا الهجوم واستخدام الدبابات والطائرات في قصف حي مكتظ بالسكان غير متناسب على الاطلاق". واضافت: "روسيا تدين اعمال العنف بكل اشكالها: الاعتداءات واطلاق النار والهجمات على الاسرائيليين غير مقبولة. كذلك، لا يمكن تبرير العمليات العسكرية المكثفة التي توقع ضحايا في صفوف المدنيين". وطالب وزير الخارجية المصري احمد ماهر اسرائيل بان تتوقف عن "ممارساتها العدوانية والاستفزازية" بعد الهجوم. وقال للصحافيين ان لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن قمة بيروت العربية ستعقد اجتماعا على مستوى المندوبين الثلثاء "للبحث في الموضوع الفلسطيني". واضاف ان "مصر ترحب بعقد اي اجتماع على اي مستوى في سبيل العمل على وضع حد للممارسات العدوانية الاسرائيلية المستمرة التى تؤدي الى سقوط الضحايا والابرياء بشكل يومي". واضاف: "من المهم ان يجتمع العرب ونشير للعالم ككل والدول التي لها صوت مسموع داخل اسرائيل بان تبدي صوتها بما يتفق مع مواقف هذه الدول ومواقف مجلس الامن، وان تتوقف اسرائيل عن هذه الممارسات العدوانية والاستفزازية". بريطانيا وفي تطور آخر دانت وزارة الخارجية البريطانية أمس الغارة التي شنتها اسرائيل في مدينة خان يونس، وقالت ان عمليات التوغل في الأراضي الفلسطينية لا توفر الحل المناسب على المدى الطويل. وقالت الوزارة في بيان لها ان لاسرائيل الحق في اتخاذ الاجراءات المناسبة "لحماية مواطنيها من الارهاب" ولكن ليس بمثل هذه العمليات. وحضت الوزارة اسرائيل على أن تتخذ أكبر قدر من الحيطة اللازمة لتفادي وقوع الوفيات والمعاناة بين الفلسطينيين. وقال البيان ان "الغارة التي وقعت على خان يونس تعتبر مثيرة للقلق على نحو خاص، ولذلك ينبغي على الجانبين بذل كل ما في وسعهما لتفادي المزيد من القتل المأسوي للمدنيين العزل". وأكدت الوزارة ان "العملية السياسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الحل الطويل المدى".