يرسي المجلس الأولمبي الآسيوي مفهومًا جديدًا للرياضة في القارة وتطورها وانتعاشها يتماشى دائمًا مع أهدافه، ويتآلف مع روح العصر ويواكب قفزاتها السريعة. وهذا ما اتضح ل"الحياة" من خلال متابعتها قسمًا من اجتماعات الجمعية العمومية ال21 التي عقدت على هامش دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة المقامة حاليًا في مدينة بوسان الكورية الجنوبية. يعيش المجلس الأولمبي الآسيوي وضعًا ماليًا مريحًا إذ فاقت عائداته أخيرًا ال15 مليون دولار، وهو قرر استثمارها في مجالات ثلاثة، لا سيما أن الألعاب انتظمت في مواعيدها وتسويقها يحقق عائدًا كبيرًا على رغم أنه لم يكن في المستوى المطلوب هذه المرة، نظرًا للأزمة الاقتصادية العالمية ومصادفة الآسياد بعد أشهر قليلة من حمى نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وسيعكف المجلس في المرحلة القريبة المقبلة على تطوير أجهزته وإيراداته من منطلق أنه مؤسسة يجب أن يكون لها دخل ثابت ولا تتأثر بأي هزات اقتصادية أو سياسية ولا حتى انتكاسات إعلانية. وسيزيد المجلس من قيمة الحصص المالية الموزعة على اللجان الأولمبية الوطنية، وسينشئ صندوق دعم للتطوير الرياضي وإقامة المنشآت والأنشطة، ويطال هذا المشروع نحو 20 دولة، تستفيد بمعدل مرة كل عامين من مبلغ مئة ألف دولار لصرفها على إقامة منشآت وبرامج متوسطة الحجم خصوصًا في المناطق النائية". ولفت مدير المجلس عبدالمطلب أحمد عندما التقته "الحياة" إلى أن بطولات القاعات التي ستنطلق قريبًا "ستفعّل الحركة الرياضية في دول عدة وتسهم في نهضة تلك التي تستضيفها من دون أن ترهقها ماليًا لأنها ستقام في 10 ألعاب وفي 10 أيام". وأكد أحمد على بقاء الدورات الإقليمية الخمس مثل دورة غرب آسيا "لأنها فعّلت الرياضة في هذه المناطق، ومكّنت من توفير الدعم الحكومي للمشاركة في الدورات الكبيرة. إن الدورات الاقليمية نقطة ارتقاء وحافز نحو البلوغ الفني المطلوب". وإزاء المطروح من آراء خصوصًا على الصعيد الأولمبي الدولي لتقليص حجم الألعاب بعدما اتّسعت كمًا ونوعًا، يرى القيمون على المجلس الآسيوي وفي مقدمهم رئيسه الشيخ أحمد الفهد الصباح أنه المنظمة الرياضية الأكبر وبالتالي "عليها احتضان الألعاب كلها والإسهام في انتشارها، وإلا ستنشأ هيئات ومنظمات أخرى غير معترف بها". ويكشف مدير المجلس أن الاتساع والنمو كبيران "لكن كل دولة تطرح مشروع الاستضافة تضع في جدولها 35 أو 36 لعبة وليس هناك ما يبرر تقليص عدد المشاركين". خلية العمل هنّأ رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الوفد اللبناني بعد حصوله على شرف تنظيم دورة الألعاب الشتوية السابعة عام 2009، ووعد بزيارة لبنان قريبًا واجتماعه بكبار مسؤوليه من باب دعم ملف الاستضافة وتسريع العمل في تنفيذه. وكان رئيس الوفد رئيس اللجنة الأولمبية اللواء الركن سهيل خوري أبلغ الرئيس اللبناني إميل لحود فور التوقيع على عقد تنظيم الألعاب بالخبر السار، ونقل تحياته إلى أفراد البعثة وسروره بما تحقق. وأكد خوري ل"الحياة" إلى أن اللجنة الأولمبية أصبحت منذ الآن هيئة استشارية - فنية باعتبار أن الملف بات في عهدة السلطات الرسمية، واصفًا المرحلة المقبلة بمسيرة الألف ميل التي تجسّد العمل الطويل والمسؤولية الكبيرة ليكون لبنان على قدر الآمال المعقودة عليه، والثقة الممنوحة لنا لا سيما من الشيخ أحمد الفهد الذي أسهم إسهامًا فاعلاً في بلورة النتيجة". واعتبر أن تنظيم الألعاب عام 2009 بدلاً من 2007 التي ستقام في الصين "يعزز الموقف اللبناني ليأتي الإعداد في شكل متقن لا سيما أن هناك منشآت يجب تشييدها". وستعلن في الأشهر القليلة المقبلة لجنة عليا منظمة ولجنة تنفيذية لاعداد المخطط العام ومفاصله التاريخية بدقة، وتنبثق منها هيئة ارتباط مع المجلس الأولمبي الآسيوي، والمشروع المتكامل سيأخذ في الاعتبار الاستفادة من التجارب التنظيمية الاخيرة في الداخل والخارج ومنها الدورة العربية عام 1997 وكأس آسيا لكرة القدم عام 2000. من جهته، أوضح عضو المكتب التنفيذي في اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري أن برنامج العمل لألعاب 2009 سيمتد على ستة أعوام وبإشراف فني من مسؤولي الاتحادات الدولية السبعة للألعاب الشتوية وستحتضن الدورة 11 لعبة، ولبنان لم ينفذ حتى تاريخه دورة قارية بهذا الحجم.