سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اجتمع في رام الله مع وزير الداخلية الفلسطيني المقبل ليطلع منه على "الاصلاحات" المنتظرة . بيرنز في لقائه مع الوفد الفلسطيني : جميع الاطراف مطالبة بتنفيذ التزاماتها لانهاء الاحتلال والمعاناة
عاد المسؤولون الاسرائيليون الى ترديد الاسطوانة "الامنية" على مسامع المبعوث الاميركي وليام بيرنز في اطار ردهم على "خريطة الطريق" السياسية الاميركية، فيما طالب الفلسطينيون بجداول زمنية محددة وآليات تنفيذ فاعلة مشيرين، مثل نظرائهم الاسرائيليين، الى عزمهم "دراسة" الخطة وتقديم ملاحظاتهم عليها قبل عرضها رسميا على اللجنة الرباعية في الاسبوع الاول من كانون الاول ديسمبر المقبل. وبدا التناقض واضحا بين مطالب الطرفين في مشهد ينذر بعودة المسار التفاوضي الى دائرة مفرغة، تسعى الادارة الاميركية الى احتواء التوتر في الشرق الاوسط ولو الى حين. حددت اسرائيل من خلال تصريحات مسؤوليها السياسيين شروطها للقبول ب "خطة الطريق" التي وضعتها الولاياتالمتحدة لحل النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي، وسط تباين في الآراء بين وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس حكومته ارييل شارون بشأن موعد اقامة الدولة الفلسطينية "الموقتة" الحدود واجماع على ادخال مزيد من المطالب الاسرائيلية على الجانب الفلسطيني في شان القضايا الامنية، وذلك في اليوم الثاني لزيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي بيرنز الذي التقى عددا من المسؤولين الفلسطينيين مستثنيا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تقاطعه واشنطن. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر في اعقاب الاجتماع مع بيرنز ان "اسرائيل لن تقبل اي قيود امنية في اي خطة"، مضيفا انه "يجب التشديد على البنود الامنية في الخريطة"، واصفا اياها بانها "ايجابية". وقال: "وصلت العلاقات مع الفلسطينيين الى مفترق طرق مصيري لذا فان البدء بتنفيذ مبادرة سياسية يعد خطوة اساسية لكسر دائرة العنف والارهاب". وكان بيريز أبلغ بيرنز خلال لقائهما مساء الاربعاء ان حكومته تعارض وجودا دائما للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في قوة المراقبة الدولية، وطالب في تصريحات صحفية ب "وضع القضايا الامنية في سلم الاولويات"، منتقدا "عدم تضمن الخطة الاميركية مطالب امنية اسرائيلية كافية من الجانب الفلسطيني". والتزم بيريز موقف رئيس حكومته شارون بشأن الرئيس عرفات وشن هجوما عليه قائلا ان "عرفات ليس نلسون مانديلا وليس قائد حركة ثورية من النوع البراغماتي الذي يمكن التقدم بواسطته الى امام". من جهته، اكد شارون معارضته اي التزام بجدول زمني يتعلق باقامة الدولة الفلسطينية واتهم الفلسطينيين "وزعيمهم الارهابي" بانهم لا يريدون السلام. وجاء في بيان صدر عن مكتبه ان "اسرائيل تعارض تحديد جدول زمني ملزم لاننا سنعود بذلك الى سيناريو اوسلو. المبدأ الملزم الوحيد في التقدم في خريطة الطريق يجب ان يكون مجريات الامور على ارض الواقع"، مشيرا الى عدم وجود "مطالب معينة باتخاذ اجراءات ضد الارهاب" في الخطة. وكان مقرراً ان يلتقي بيرنز رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون مساء أمس لمناقشة "خريطة الطريق" في الوقت الذي قاطع فيه الرئيس الفلسطيني عرفات. وشكل عرفات بدوره طاقم المسؤولين الفلسطينيين الذين التقوا بيرنز في اريحا ورام الله بعدما كانت مصادر في القيادة الفلسطينية اكدت ان ايا من مسؤوليها لن يلتقي بيرنز اذا ما التقى الاخير شارون وامتنع عن الاجتماع مع عرفات نفسه. وشارك في اجتماع اريحا الوزراء صائب عريقات ونبيل شعث وياسر عبد ربه وسلام فياض وماهر المصري ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء. والتقى بيرنز ايضا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" هاني الحسن المرشح لتولي منصب وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية الجديدة في رام الله. وعلمت "الحياة" ان بيرنز اراد الاستماع الى خطة الوزير المقبل بشأن "الاصلاحات" في الاجهزة الامنية الفلسطينية وملامح الرؤية الفلسطينية لكيفية "وقف النار المتبادل" الذي يتزامن وفق الخريطة ذاتها بانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من المناطق التي استولت عليها بعد ايلول سبتمبر عام 2000. اجتماع اريحا وكان بيرنز التقى صباح امس الوفد الفلسطيني واطلعه رسميا على خريطة الطريق الاميركية. وقال بيرنز في اعقاب الاجتماع: "في هذه العملية كل الاطراف عليها التزامات، وفقط من خلال تنفيذ هذه الاطراف التزاماتها باستطاعتنا ان نمضي قدما معا لانهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 وانهاء المعاناة الحقيقية والاهانات التي يتعرض لها الفلسطينيون كل يوم وانهاء الارهاب والعنف اللذين ألحقا الضرر بطموحات الفلسطينيين المشروعة". وطالب بيرنز الفلسطينيين بالعمل على "محاربة الارهاب". ورفض عريقات اصدار احكام على الخريطة، مشيرا الى انه سيسلمها الى الرئيس الفلسطيني لدراستها ومن ثم للتشاور مع الدول العربية سيما السعودية ومصر قبل تقديم ملاحظات الجانب الفلسطيني عليها قبل عرضها رسميا على اللجنة الرباعية في اوائل كانون الاول ديسمبر المقبل. وقال عريقات: "المهم ان تنقل الافكار المكتوبة على الورق على ارض الواقع. يجب ان تكون هناك جداول زمنية ملزمة وآليات التطبيق على الارض". ومن المقرر ان يعقد اعضاء اللجنة الرباعية اجتماعا لهم في المساء لبحث الخطة الاميركية. الى ذلك، من المقرر ان يكون عريقات ترأس الليلة الماضية اجتماعا مقررا مع وزير الخارجية الاسرائيلي بيريز لبحث "قضايا سياسية واقتصادية وامنية" وفقا لما صرح به عريقات. وعلم ان بيرنز سيحضر الاجتماع. يذكر ان الولاياتالمتحدة تطالب بتخفيف العقوبات التي تفرضها اسرائيل على الفلسطينيين بما في ذلك الافراج عن مزيد من الاموال الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل.