سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون وعد بيرنز ببحث الانسحاب الثالث ... وبيريز يحذر من "فخ دولي ينصبه عرفات". الفلسطينيون ينتقدون صمت مندوب " سي آي إي" في الاجتماع الأمني خلال استماعه لموقف اسرائيل المتصلب
بعدما عقد المبعوث الاميركي وليام بيرنز ثلاثة اجتماعات مع الجانب الفلسطيني واثنين مع الاسرائيلي غادر الى الاردن امس وسينتقل الى مصر اليوم قبل ان يعود الى واشنطن، وفي جعبته انجاز محدود هو موافقة الفلسطينيين على استئناف اللقاءات الامنية مع الاسرائيليين بمشاركة اميركية مقابل موافقة اسرائيلية على البحث في قضية اعادة الانتشار الثالثة المجمّدة، ولكن بعد تحقيق هدوء ميداني يمتد شهرين على الاقل تثبت السلطة خلالهما قدرتها على ضبط الميدان. كما وعدت اسرائيل ببحث باقي متعلقات تقرير ميتشل بالتتالي وليس بالتوازي. كلف بيرنز السفير الاميركي لدى اسرائيل مارتن انديك والقنصل العام في القدس ارنولد شليتشر مواصلة الاتصال بالجانبين، وكان مقرراً عقد لقاء بينهما وبين فريق فلسطيني يضم الوزيرين صائب عريقات وياسر عبدربه ورئيس المجلس التشريعي احمد قريع، الا ان الاميركيين اجّلوه حتى يتلقوا اجابات اسرائيلية عن الاسئلة الفلسطينية بخصوص تشكيل اللجان الاخرى المتعلقة بتقرير ميتشل خلال الامنية. وقال عريقات ان "الجانب الفلسطيني ابدى الاستعداد المطلوب للتعاطي مع مهمة المبعوث بيرنز لجهة العمل الفوري على تشكيل لجان عمل تتفق على جدول زمني وآلية لتطبيق التوصيات، وقد ابلغنا الجانب الاميركي ان الاجتماع أُجّل لأن الاسرائيليين لم يعطوا الاجوبة المطلوبة عن قضايا وقف الاستيطان والحصار". واضاف ان الاميركيين مطالبون بإعلان موقف صريح من هذا الاصرار الاسرائيلي على توجيه الضربات الى تقرير ميتشل. الاجتماع الامني الفلسطيني الاسرائيلي الذي عقد في رام الله امتد ثلاث ساعات وشارك فيه عن الفلسطينيين قائد قوات الامن الوطني الحاج اسماعيل جبر ومسؤول الاستخبارات العامة امين الهندي ومسؤول الاستخبارات في الضفة الغربية توفيق الطيراوي. ومثل الجانب الاسرائيلي وفد برئاسة قائد المنطقة الوسطى اسحق عيتان. واعتبر الهندي اللقاء فاشلاً على رغم طابعه الاستطلاعي "اذ استعرض كل طرف مواقفه فهم الاسرائيليون طرحوا وقف العنف واطلاق النار، وبدورنا طرحنا مفهومنا لتوصيات لجنة ميتشل وقلنا ان العنف هو الاستيطان والحصار والقتل والتدمير وعلى اسرائيل ان توقفه". وفي حديث الى "الحياة" بدا الحاج اسماعيل جبر غاضباً من الموقف الاسرائيلي الذي وصفه بالتعنّت كما اخذ على الاميركيين "صمت ممثلهم خلال الاجتماع وهو يستمع الى الاسرائيليين". وتابع: "من الواضح ان الطرف الاسرائيلي لا يزال متمسكاً بسياسة الاستيطان والتدمير والاعتقال وضرب البنية التحتية الفلسطينية واقتحام المناطق "أ" سيادة فلسطينية تامة، وما الحديث عن تقرير ميتشل اسرائيلياً الا موقف انتقائي يقتصر على وقف اطلاق النار. ونحن مع وقف دائرة العنف التي نرى الحصار والاستيطان اخطر فصولها فهو عنف تمارسه الدولة العبرية". واضاف ان الجانب الفلسطيني "لم يلمس اي ايجابية من قبل اسرائيل او اي بوادر التزام باحترام مقررات شرم الشيخ وتوصيات ميتشل لجهة عودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 28 ايلول سبتمبر، وقلنا اننا مستعدون للعمل على تنفيذ التوصيات مع تأكيدنا حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وفي الانتفاضة". وشدد جبر على ان ما تم "هو اجتماع امني وليس تنسيقياً وهو تم بناء على ضعط اميركي، ولكن للاسف فإن مندوب السي. آي. ايه لم يتحدث او يعترض وهو يستمع الى الموقف الاسرائيلي المتصلّب، ما يؤكد الانحياز الاميركي المرفوض الذي يبدو انه مخدوع بالاعلان التضليلي الاسرائيلي عن وقف النار، في الوقت الذي قدمنا لهم فيه قائمة بمئة حادث اطلق فيها جيش الاحتلال النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 22 ايار مايو اي يوم اعلان الوقف الاسرائيلي". ولا يتوقع الفلسطينيون نتائج افضل من اللقاءات الامنية التي قد تتواصل خلال الايام المقبلة في وقت اكدت فيه اسرائيل انها ستواصل وقف النار وفق ما اعلنه ارييل شارون امام البرلمان الاسرائيلي واتهم خلال حديثه الجانب الفلسطيني برفض التجاوب مع "مبادرة" وقف النار، مشيراً الى ان "الدم الاسرائيلي يغلي من استمرار اعمال العنف والارهاب التي ادت الى مقتل ثلاثة مستوطنين ولكن علينا ضبط النفس والتحلي بالصبر، لأن من يسأل اولاً متى تنتهي هذه المعركة فلا بد انه خاسر". وتابع شارون انه يقبل بتوصيات ميتشل ولكن بدءاً من وقف العنف وان اسرائيل ستنتظر ما ستسفر عنه تحركات الاميركيين ثم تراجع موقفها. وترأس شارون اجتماعاً للمجلس السياسي الامني المصغر بحث في الاوضاع الامنية والسياسية وقرر مواصلة "وقف اطلاق النار" على رغم مطالبة عدد من الوزراء بهجر هذه السياسة وتشديد الحصار على الفلسطينيين. الا ان شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز اصرا على ذلك فأعلن بيريز ان هذا الموقف يدعم اسرائيل دولياً و"يبيّن للاميركيين على الاقل ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يدعم الارهاب، اما الرد الاسرائيلي فيقود الى الانجرار الى الكمين الذي ينصبه عرفات بتدويل الصراع ويبرر مطالبته بجلب قوات دولية الى الاراضي" الضفة الغربية وقطاع غزة. انفجار واعلنت الشرطة الاسرائيلية امس ان انفجاراً ناجماً عن سيارة مفخخة بعد ظهر امس في المنطقة الصناعية في مدينة نتانيا الاسرائيلية شمال تل ابيب اسفر عن اصابة شخصين ب"صدمة عصبية". وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الشرطة لم تعثر على ما يفيد ان العملية كانت انتحارية. وشهدت الاراضي الفلسطينية احداثاً متفرقة امس اعنفها على مداخل اريحا بعد ان شيّع الفلسطينيون جنازة الشهيد احمد حليلة واصيب فيها ثلاثة فلسطينيين. وفي غزة شيّع الفلسطينيون الشهيدين عبدالمعطي العصار واسماعيل عاشور اللذين قتلا عصر الثلثاء في عملية انتحارية. وفي الضفة الغربية ايضاً أصيب اربعة فلسطينيين في اعتداءات للمستوطنين على المارة على طريق بيت لحم الخليل لدى تشييع مستوطنتين قتلتا برصاص فلسطيني.