سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتفجرات احتوت قذائف "هاون" ... و"الشعبية" و"الجهاد" تبنتا العمليتين والمبعوث الاميركي نصح اسرائيل بعدم الرد . بيرنز يبدأ مهمته على وقع انفجارين في القدس وعرفات يطلب منه رزمة "ميتشل" كاملة
هز انفجاران كبيران وسط مدينة القدس الغربية التي كانت بعيدة نسبيا عن مسرح التفجيرات. وعلى وقع الانفجارين اللذين كان لهما مفعول معنوي اكثر مما سبباه من خسائر بشرية او مادية، بدأ المبعوث الاميركي الجديد وليام بيرنز مهمته في الشرق الاوسط، فالتقى صباحا الرئيس ياسر عرفات قبل ان يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. واعلن عقب اجتماعه مع عرفات انه دعا الى وقف عمليات التفجير التي تستهدف المدنيين وكذلك الاستخدام المفرط للقوة، فيما طالبه عرفات بتنفيذ رزمة "ميتشل" كاملة من دون تجزئة. انفجرت سيارة ملغومة منتصف ليل السبت - الاحد وسط القدس الغربية في مرآب للسيارات مجاور لمجمع المسكوبية، وهو مقر رئيسي للشرطة الاسرائيلية يضم ايضا مركزي توقيف امني ومدني، وتقع قربه حانات ومطاعم عادة ما تكتظ بالمرتادين. وحسب بيان الشرطة، فان الانفجار لم يؤد الى اصابة اسرائيليين بل تسبب بتدمير سيارات مجاورة واضرار في منازل الحي الذي لا يبعد اكثر من 300 متر عن القدسالشرقية. وتبنت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" العملية، مشيرة في بيانها الى انها ترد على العدوان الاسرائيلي وآخر فصوله تفجير سيارة في مدخل مخيم بلاطة قرب نابلس حيث استشهد احد كوادر "فتح" واصيب آخرون من "فتح" و"الشعبية". اما الانفجار الثاني، فوقع صباح امس عندما انفجرت سيارة ملغومة في موقع غير بعيد عن مكان الانفجار الاول، وتحديدا عند التقاء شارع يافا المزدحم مع شارع جانبي. واسفر الانفجار عن جرح 30 اسرائيليا وتدمير سيارات ومنازل ومحال تجارية. واقر المفتش العام للشرطة ان المتفجرات احتوت على ديناميت وقذائف "هاون" تطاير عدد منها الى الشوارع المجاورة حيث عثر عليها قبل ان تتفجر. واثار الحادث حالة من الرعب في صفوف الاسرائيليين كونه وقع في قلب القدس الغربية وفي ساعة الازدحام الصباحي. وبقي وسط المدينة مغلقا لساعات طويلة بحثا عن قذائف "هاون" اخرى. واعتبرت مصادر امنية اسرائيلية ان استخدام هذه القذائف ينم عن تحسن في القدرات التقنية للمنظمات الفلسطينية كما يكشف جرأة كبيرة، فالتقديرات تشير الى ان الانفجار وقع بعد دقائق من توقيف السيارة المفخخة في الموقع. وحسب الاجهزة الامنية الاسرائيلية فان ذلك يكشف ايضا وصول قذائف "هاون" الى الضفة الغربية وليس فقط الى قطاع غزة، مع ان بعض الدوائر ذهب الى الاعتقاد بان انصار الفصائل الفلسطينية جمعوا عددا من هذه القذائف من مواقع المناورات التي يجريها الجيش الاسرائيلي بالذخيرة الحية. وفي رأي جهات اخرى، فان الفلسطينيين باتوا قادرين على تصنيع القذائف، ولو في شكلها البدائي. واعلنت حركة "الجهاد الاسلامي" مسؤوليتها عن هذه العملية التي لم يذق الاسرائيليون مرارة مثيلاتها في الحرب المفتوحة على حد وصف "سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة. وقالت في بيان انها "ستلقن ارييل شارون دروسا اخرى قاسية". وكالعادة سارعت اسرائيل الى تحميل الرئيس ياسر عرفات مسؤولية هذه التفجيرات، فقال وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر بعد اجتماع لكبار الضباط العسكريين ورجال الشرطة "ان لجوء عرفات الى اساليب العنف افسح في المجال امام هذا النوع من الارهاب". ورأى وزير النقل افراييم سنيه ان اسرائيل ستتيح الفرصة امام الجهود الاميركية للضغط على عرفات ليوقف ما اسماه ب "الارهاب"، وان لم تفعل الولاياتالمتحدة او ان جربت واخفقت فعندها "لا مناص من العودة الى اسلوب المبادرة لتحقيق امن الاسرائيليين جنودا ومدنيين، فنحن في المرحلة الحالية نرد ولا نبادر وعلينا ان نكشف سياسة عرفات امام العالم اذ لا يمكن حسم المعركة الحالية عسكريا". وعلى وقع هذه الانفجارات باشر المبعوث الاميركي وليام بيرنز مهماته في السعي لايجاد قاسم مشترك بين المواقف الفلسطينية والاسرائيلية ازاء تطبيق توصيات لجنة "ميتشل"، اذ عقد في رام الله على مدار ساعتين اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني، موضحا انه مكلف من وزير الخارجية كولن باول المساهمة في التهدئة الميدانية واعادة الطرفين الى المفاوضات السلمية باعتبار ذلك الطريق الوحيد لحل الخلافات. وشدد بيرنز على معارضة واشنطن اشكال العنف كافة، خصوصا عمليات التفجير التي تستهدف المدنيين، وكذلك الاستخدام المفرط للقوة. واستدرك ان مهمته اساسا استطلاعية سيتبادل خلالها وجهات النظر مع الجانبين. ورد عرفات بان الجهد الاميركي مرحب به وامل في ان يتواصل الضغط على اسرائيل لتوقف حصارها وعدوانها واستيطانها باعتبار ذلك المسبب الرئيس للاحداث ولتلتزم الاتفاقات التي صاغت واشنطن معظم بنودها. وأخذ على الادارة تجاهلها قضية الاستيطان في خطابها عن الازمة الحالية. وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات في مؤتمر صحافي بعد اللقاء، ان البحث انصب على تقرير لجنة "ميتشل" وضرورة تطبيقه بالكامل ووضع جدول زمني لذلك والاستعانة بالمبادرة الاردنية - المصرية، مشيرا الى ان هذا الاجتماع هو الاول وستتبعه لقاءات اخرى يعقدها بيرنز مع عرفات او مع فريق فلسطيني. وتابع ان "نقاشا عميقا وصريحا شهده اللقاء في شأن ضرورة تطبيق تقرير ميتشل بعناصره ومحاوره كافة دون تجزئة". من جهته، شدد بيرنز على ان الولاياتالمتحدة تؤيد بالكامل بنود تقرير لجنة "ميتشل" وتدين "الهجمات الارهابية وتدعو الرئيس الفلسطيني الى بذل كل ما لديه من جهد لمنع حدوث مثل هذه الهجمات، كما تدعو اسرائيل الى ضبط النفس والاحجام عن استخدام القوة المفرطة". واعتبر حديث بيرنز بمثابة اشارة الى ان شارون لن يرد على عمليتي القدس هذه المرة، لكنه ايضا حمل اشارة الى ان واشنطن تطالب عرفات علنا بالعمل ضد الفصائل التي تنفذ العمليات التفجيرية. واجتمع بيرنز لاحقا مع المطبخ السياسي الامني الذي يضم شارون ووزيري الخارجية شمعون بيريز والدفاع بنيامين بن اليعيزر في لقاء مغلق نوقشت فيه نتائج لقاء بيرنز- عرفات. ونصح بيرنز مضيفيه بالامتناع عن الرد واعطاء الجهد الاميركي فرصة.