تعرض مصمم الازياء السعودي يحيى البشري في الآونة الأخيرة لهجوم مكثف من الصحافة العالمية المتخصصة في الازياء على خلفية تصميمه فستاناً مستوحى من استشهاد الطفل محمد الدرة والانتفاضة الفلسطينية. ويقول البشري الذي التقته "الحياة" في مركزه في جدة: "انا فنان والفنان يجب ان يتفاعل مع محيطه، وهو الامر الذي فعلته". ويشير الى ان فكرة الفستان "اللوحة" كما يصفها، بدأت منذ نحو ستة اشهر... وهي عبارة عن فستان ابيض "كدلالة الى السلام" تتوسطه صورة محمد الدرة ووالده التي هزت العالم، وليس العرب وحدهم... ورسومات للدماء والدبابات والمتفجرات الاسرائيلية التي تغتال الطفولة والسلام في ارض فلسطين كل يوم. ويضيف ان فكرته هي ان العرب والمسلمين شعوب مسالمة، تتعرض للإرهاب، خصوصاً الاطفال الذين يعانون في فلسطين. ودعا رجال الاعمال العرب لشراء الفستان، على ان يعود ريعه لاسرة محمد الدرة او اي منظمة خيرية تعنى بالطفولة في فلسطين. وذكر البشري ان الضجة التي اثارها الفستان دفعته الى عقد مؤتمر صحافي في باريس، لتوضيح ان العرب والمسلمين ضد قتل المدنيين في اي مكان ومهما كانت جنسياتهم ودياناتهم... مشيراً الى ان المؤتمر لم يخل من اسئلة استفزازية، مثل قول احد الصحافيين: "هل لديك فكرة تصميم زي يحمل صورة اسامة بن لادن؟". وأكّد انه حاول في المؤتمر ايصال فكرة ان كل العرب مسالمون، ولا يرغبون في ايذاء احد. وقال انه لم يكن يبحث عن شهرة من خلال لوحة محمد الدرة فهو معروف ومطلوب عالمياً لكنه اعتبر ان لوحة الدرة املتها وإجاباته كفنان يتفاعل مع قضايا مجتمعه وامته. وذكر ان من الاتهامات التي وجهت اليه في المؤتمر أنه يحرض ويشجع على العنف، وهو الامر الذي نفاه واكد ان العرب هم من يتعرض للإرهاب لا العكس مشيراً الى انه وعلى رغم المشكلات التي تعرض لها في الآونة الأخيرة، الا ان احترافه وتصميمه على نقل التراث العربي لم يتأثر لكنه اعترف بتأثر مبيعاته في دول العالم الغربي. وقال البشري انه مثل غالبية العرب والمسلمين في العالم، وبالاخص السعوديين، تعرض لمشكلات كثيرة بعد احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر ابرزها الغاء احدى كبريات الشركات الاميركية المتخصصة في الازياء عقدها معه وهو ما كان سيؤمن للبشري مركزاً رئيسياً في باريس وفروعاً منتشرة في اكثر من 350 مدينة حول العالم تعرض خطوط البشري من الازياء والعطور والاحزمة وغيرها. وقد تراجعت الشركة الاميركية، على رغم صرفها مبالغ طائلة على الدراسات والتجهيزات، عن اتمام المشروع من دون تقديم اسباب، الا انه علم ان السبب كان فقط لأن البشري سعودي. ويشير البشري الى ان الغاء الشركة الاميركية المشروع ازعجه، الا انه قرر المضي في المشروع لوحده من المدن السعودية التي بدأها بجدة مروراً بالمدن الكبيرة ثم ينطلق للمدن العربية فالعالمية واذا رغبت شركة عالمية بالتعاقد معه فليكن من السعودية. وأضاف انه سيستمر في عمله الذي يهدف الى تثقيف المجتمع بمهنة مصمم الأزياء الاحترافية كون عمله يرتكز في الاساس الى نقل تراث السعودية الى الخارج "ليعرف الآخرون اننا بلد حضارة وثقافة وليس كما هو راسخ حالياً عبارة عن جمال وصحراء وآبار بترول" يضاف الى ذلك "انني عندما بدأت كان هدفي ان اشرح للمهتمين بعالم الازياء انه بامكان مصمم عربي ان يبتكر في الموضة العالمية ولكن من منظور عربي". واعتقد انه يجب علينا التوقف على الانتقاد ومحاولة فعل شيء ايجابي بدلاً من الانتقاد مثل انشاء جمعية تضم الفنانين في مختلف التخصصات ودعم هذه الجمعية لخلق اشياء جديدة ومفيدة للمجتمع معتقداً ان مثل هذه الامور ليست من واجب الحكومة بل يجب ان يكون للقطاع الخاص الدور الاكبر فيها. واشار الى انه حاول ايصال بعض الشباب السعوديين الى مركز الموضة العالمي لكن المشكلة تكمن في ان كثيراً منهم مستعجل على الشهرة. وتمنى البشري ان يقام اسبوع فني سعودي في مدينة نيويورك متخصص في عرض الفنون السعودية من ازياء وفن تشيكلي وغنائي لأنه يعتقد ان الفن اسهل طريق لمعرفة الآخرين بك.