انقرة - "الحياة" بعد الحملة الاعلامية والسياسية التي شنتها أوساط تركية على رأسها رئيس الوزراء بولند اجاويد ضد مساعي أكراد العراق للحصول على فيديرالية كردية في شمال العراق، بدأت أنقرة تعيش تحولاً تدريجياً ومهماً باتجاه قبول الحل الفيديرالي في العراق مستقبلاً، بدأت اشاراته الأولى تظهر في أهم الصحف التركية وعلى ألسنة مسؤولي وزارة الخارجية. وبعد سلسلة تصريحات وتهديدات اطلقها أجاويد اشار فيها الى ان الأمور في شمال العراق قد خرجت عن السيطرة، وان تركيا تُجرُّ الى حرب هناك من دون ارادتها، دعا الناطق باسم الخارجية التركية يوسف بولوطش المسؤولين الاتراك والاحزاب التركية الى ضبط النفس، مؤكداً ان ما يحدث في شمال العراق هو تحت السيطرة. جاء ذلك في وقت أوردت صحيفة "حريت" ما نسبته الى مسؤول عسكري رفيع المستوى انه "لا توجد حاجة الى تدخل عسكري في شمال العراق أو خلق مشاكل مع أكراد العراق الذين قال انهم "اقرباؤنا"، مشيراً الى "ضرورة الإبقاء على علاقات جيدة مع الأكراد". وفي الوقت نفسه، بدأت اسماء لامعة في الصحافة التركية تطرح علناً في مقالاتها اليومية تساؤلات عن سبب التخوف التركي من التطورات في العراق، مؤكدين ان حفاظ تركيا على علاقات جيدة مع أكراد العراق سيفسح المجال امام تعاون اقتصادي كبير بين تركيا وعراق ما بعد الرئيس صدام حسين عن طريق جسر كردي، ولا بأس ان يكون هناك فيديرالية كردية في شمال العراق حينها أو حتى دولة كردية. واتهمت هذه المقالات المسؤولين الاتراك بمحاولة توتير علاقات انقرة مع واشنطن في فترة حرجة، وذكر ارطغرل اوزكوك رئيس تحرير صحيفة "حريت"، اكثر الصحف التركية توزيعاً، انه لم يلق جواباً مقنعاً من جميع من سألهم من المسؤولين الاتراك حول ما يمكن ان تشكله فيديرالية كردية في شمال العراق من خطر على أمن تركيا. كما اكد سفير الولاياتالمتحدة لدى انقرة ريتشارد بيرسن خلال كلمة ألقاها على ان واشنطن لم تطلب من الأكراد اعداد دستور أو مسودة فيديرالية للعراق، وشدد على رفض بلاده قيام دولة كردية في المنطقة.