الناصرة، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى يرافق رئيس الوزراء ارييل شارون في زيارته واشنطن ان الأميركيين تعهدوا ابلاغ الدولة العبرية "قبل يومين على الأقل باحتمال شن هجوم على العراق، وبذل كل الجهود الممكنة لمنع هجمات عراقية على اسرائيل". وبثت الاذاعة الاسرائيلية أمس، بعد ساعات على لقاء شارون الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض، ان الولاياتالمتحدة ستبلغ اسرائيل موعد الهجوم الأميركي على العراق قبل اسبوعين من بدء العمليات العسكرية. وكان بوش قال للصحافيين: "إذا هاجم العراق اسرائيل غداً، افترض ان رئيس الوزراء سيرد، لأن لديه رغبة في الدفاع عن النفس". وفُسر كلام الرئيس الاميركي بأنه يطلق يد شارون في الرد على أي هجوم صاروخي عراقي على الدولة العبرية، لكن مسؤولاً في البيت الأبيض سارع ليقدم توضيحاً لكلام الرئيس الاميركي الذي أعطى اسرائيل حق "الدفاع عن النفس". وقال المسؤول ان هذه التصريحات لا تنطبق على الموقف في حرب مع العراق. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول الاسرائيلي الذي يرافق شارون ان "التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل والولاياتالمتحدة وصل الى مستوى يعد سابقة" في تاريخ الدولة العبرية. ورداً على سؤال عن رد فعل اسرائيل حيال هجوم عراقي محتمل لم يعط المسؤول جواباً واضحاً بل اكتفى بالقول ان اسرائيل "تعرف كيف تدافع عن نفسها، ونحن مستعدون لمواجهة أي تطور ولا مجال للاستسلام للذعر أو الهستيريا". وفيما اجتهد المعلقون الاسرائيليون لتفسير كلمة "غداً" التي وردت في قول بوش انه اذا هاجم العراق اسرائيل غداً "أتوقع ان يرد شارون رداً مناسباً لأن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها"، وتساءلوا اذا قصد الرئيس الاميركي اعطاء الضوء الأخضر للدولة العبرية للرد على أي قصف عراقي، سارع المقربون الى شارون الى التسريب لاذاعة الجيش ان بوش يقبل بموقف شارون القائل ان الدولة العبرية ستعرف كيف تدافع عن نفسها "ما يشكل دعماً اميركياً مفاجئاً وجارفاً لسياسته". وأضافوا ان هذا الموقف الاميركي ينفي ما تردد في عناوين الصحف العبرية عشية زيارة رئيس الوزراء لواشنطن من أن الولاياتالمتحدة ستكبل يدي اسرائيل ولن توافق على منحها هامشاً من التحرك العسكري في حال تعرضت لهجوم عراقي. وأبرزت الصحف العبرية في عناوينها الرئيسية أمس التزام الرئيس الأميركي العمل للحؤول دون مهاجمة العراق اسرائيل، وذلك بتدمير منصات الصواريخ غرب العراق. ولفتت الى اطلاع بوش ضيفه على تفاصيل الخطة العسكرية لضرب العراق، وتعهده ابلاغ الدولة العبرية بموعدها. وأضافت ان الجانبين اتفقا على قنوات اتصال لتأمين أقصى درجة من التنسيق العسكري قبل الحرب المتوقعة وخلالها. ونقلت الصحف عن اوساط قريبة الى شارون "ارتياحه البالغ" الى نتائج محادثاته مع الرئيس الاميركي، ونفت ان تكون واشنطن مارست أي ضغط على الأول، مؤكدة انها تعهدت حماية الدولة العبرية من أي خطر. وزادت ان تصريحات بوش تشكل بلاغاًرادعاً لكل الأطراف في المنطقة وتقديم النصح لها بعدم التحرك ضد اسرائيل. ورفض الوزير الجنرال في الاحتياط ماتان فلنائي الرد على سؤال لاذاعة الجيش عما اذا كان تصريح بوش منح اسرائيل حرية الرد على أي قصف عراقي بصرف النظر عن نتائجه، وقال ان أهم ما حققته زيارة شارون السابعة لواشنطن "التفاهم العميق والتنسيق التام بين واشنطن وتل أبيب" والاتفاق على اتخاذ القرارات المناسبة "في الوقت الحقيقي". وزاد ان الاميركيين سيبذلون جهوداً كبيرة لتقليص قدرات العراق، المحدودة اصلا، على اطلاق الصواريخ. وكرر رئيس الوزراء السابق ايهود باراك دعوته الى الرد العسكري على أي قصف عراقي "يمس اسرائيل في شكل جدي"، مضيفاً انه ينبغي "بلورة اتفاق حول الخط الأحمر الذي يحتم الرد". وتابع ان الاميركيين والاسرائيليين استعدوا جيداً للعمل "بهدف تقليل الأخطار قدر الامكان". وكتب المعلق البارز في "يديعوت احرونوت" ناحوم بارميناع ان الادارة الاميركية واثقة من ان اسرائيل لن ترد ولن تضطر للرد لأن هجوماً عراقياً لن يقع "فالحرب ستدار على نحو لن يكون الرئيس صدام حسين فيه قادراً على الوصول بصواريخه الى اسرائيل". وكتب الوف بن في صحيفة "هآرتس" ان بوش احتضن ضيفه ليضمن بقاءه خارج صورة الحرب على العراق، وهكذا يتجنب اغضاب الحلفاء في أوروبا والعالم العربي، وباستثناء هذه المسألة الأساسية التي تناولها الرجلان فإن "كل المسائل ثانوية، ومع عودة شارون الى تل أبيب سيبدأ العد التنازلي للهجوم الاميركي على العراق، وينتقل التنسيق الاميركي - الاسرائيلي الى قنوات جديدة".