عادت العمليات الاستشهادية لتضرب في العمق الاسرائيلي بعد توقف استمر ثلاثة اسابيع قابلته اسرائيل بتصعيد للعمليات العسكرية وبمجازر ضد المدنيين الفلسطينيين. وقام استشهادي فلسطيني بهجوم وسط تل ابيب اسفر عن مقتل إسرائيلية، وسط تقارير إعلامية أكدت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون سيحاول في واشنطن اقناع الرئيس جورج بوش بمنحه حرية التحرك العسكري في الاراضي الفلسطينية لتوجيه ضربة قاضية للفلسطينيين والانتفاضة قبل بدء الحرب على العراق. ومن جانبه، عبر الاردن عن قلقه من امكان طرد الفلسطينيين الى اراضيه خلال الحرب العراقية. وحمّلت السلطة الفلسطينية شارون مسؤولية هجوم تل ابيب، فيما اجرى رئيس الحكومة "مشاورات" مع قادة الاجهزة الامنية العسكرية للبحث في شكل الرد، كما بحث المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية في سبل حماية "الشخصيات المهمة" في ضوء انباء عن وجود اسماء وعناوين بعض المسؤولين بحوزة تنظيمات فلسطينية. اما المراقبون فاعتبروا ان نجاح المهاجم في الوصول الى تل ابيب يؤكد فشل سياسة شارون. ولم تتبن اي جهة مسؤولية الهجوم، إلا أن "حركة المقاومة الاسلامية" حماس اعتبرته "رداً على المجازر الاسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين". توغل اسرائيلي في غزة في هذه الاثناء، تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية في قطاع غزة حيث استشهد فلسطينيان عندما توغلت قوات كبيرة معززة بالدبابات ومروحيات "اباتشي" في مخيم رفح وهدمت سبعة منازل كلياً واثنين جزئياً. وتصدى مقاتلون ومقاومون لقوات الاحتلال بقذائف "آر بي جي" و"قسام"، ما أدى إلى إعطاب دبابة وجرافة. اما في الضفة الغربية، فشن الجيش الاسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في صفوف "حماس" في 23 قرية في محيط رام الله ونابلس والخليل طاولت نحو 70 فلسطينياً، فيما دمرت الجرافات تسعة منازل في الخليل تقول اسرائيل انها شيدت من دون تراخيص، في اجراء وصفه الفلسطينيون بأنه "مجزرة منازل" تهدف إلى توسيع مزيد من المستوطنات ومصادرة المزيد من الإراضي. مخاوف اردنية ويأتي التصعيد الاسرائيلي فيما يتهيأ شارون للتوجه الى واشنطن ولقاء الرئيس بوش، وسط انباء اكدت ان البحث سيتناول طلب شارون حرية النشاط العسكري في المناطق الفلسطينية ابان الاعداد الاميركي للهجوم على العراق. وكتب المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" آلوف بن أن ما يريده شارون حقاً هو اقناع بوش بأن "الأزمة في العراق" تشكل فرصة ممتازة ليسدد "الضربة المميتة" للفلسطينيين وحسم الانتفاضة "وتحسن موقع إسرائيل مع بدء المفاوضات بعد إطاحة الرئيسين صدام حسين وعرفات". وفي السياق نفسه، اعرب وزير الخارجية الاردني مروان المعشر عن قلق بلاده من احتمال استغلال اسرائيل الحرب العراقية من اجل ابعاد فلسطينيين الى الاردن، مشيرا الى ان حكومته "لم تلحظ بعد اي تصريح علني لمسؤول اسرائيلي يؤكد فيه ان الابعاد يتناقض مع السياسات الاسرائيلية".