افتتح الرئيس المصري حسني مبارك، في حضور عدد من القادة والمثقفين في العالم، مكتبة الاسكندرية الجديدة التي تعد إحياءً للمكتبة القديمة التي أسسها بطليموس الأول العام 297 قبل الميلاد، وأدت دوراً مهماً في الحياة العلمية والثقافية في العالم القديم قبل احتراقها العام 48 قبل الميلاد، خلال حرب الاسكندرية بين الملكة المصرية كليوباترا والقائد الروماني يوليوس قيصر. وحضر حفلة الافتتاح عدد من رؤساء الدول اوموفدون عنهم، اضافة الى ممثلي منظمات دولية وثقافية وجامعية. وبعدما أزاح مبارك اللوحة التذكارية، ألقى وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني كلمة موجهة من نجيب محفوظ ثم عرض مدير المكتبة الدكتور اسماعيل سراج الدين شرحاً مفصلاً لكيفية عملها. وتقع مكتبة الاسكندرية الجديدة بين البحر ومجمع الكليات النظرية في جامعة الاسكندرية في منطقة الشاطبي. وتطل واجهتها الشمالية على البحر المتوسط عند لسان السلسلة. وموقع المكتبة الجديد هو ذاته موقع البروكيوم الحي الملكي القديم المنتمي للحضارة اليونانية والرومانية كما تدل على ذلك الحفريات الاثرية التي اجريت في المنطقة العام 1993. وجاء تصميم مبنى مكتبة الاسكندرية على هيئة قرص غير مكتمل يميل بسطحه نحو أفق البحر المتوسط كقرص الشمس إشارة إلى أن حضارة مصر القديمة تغمر بضيائها كل الحضارات الانسانية في هذه المعمورة. كما أن جدران المبنى من الخارج، والتي غطيت بطبقة من الغرانيت الاسواني، نقشت عليها رموز وحروف أبجدية تمثل لغات مختلف الحضارات ما يعبر بشكل واضح عما تمثله من همزة وصل بين تراث مصر وحضارات العالم أجمع. وتقع المكتبة في أحد عشر طابقاً بارتفاع 33 متراً ويبلغ مسطح المكتبة العامة 36 ألفاً و770 متراً مربعاً بينما تبلغ مساحة مسطح الأنشطة الثقافية 4 آلاف و210 أمتار مربعة. ويصل عدد المجلدات في المكتبة عند الافتتاح إلى 20 ألف مجلد و4 آلاف دورية ومواد سمعية وبصرية ووسائط متعددة يبلغ عددها عشرة آلاف بالاضافة إلى عشرة آلاف من المخطوطات والكتب النادرة و50 ألف خريطة. ومن المتوقع أن يصل عدد المجلدات في المستقبل إلى 8 ملايين مجلد و1500 دورية و50 ألفاً من المواد السمعية والبصرية والوسائط المتعددة و50 ألف مخطوطة وكتاب نادر