يبذل رئيس الوزراء الكويتي بالنيابة وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد جهوداً لتلافي مواجهة سياسية بين الإسلاميين والليبراليين على خلفية كشف تورط شبان إسلاميين بالاعتداء على "المارينز" الأسبوع الماضي. وهو استقبل خلال اليومين الماضيين وفوداً تمثل المجموعات السياسية الإسلامية والليبرالية، وأبلغها أن الحكومة ستشتغل بالكامل بأجواء الحرب ضد العراق، ولن تتحمل مشاكل وصراعات داخلية. سارع ليبراليون بعد الهجوم على "المارينز" في جزيرة فيلكا، إلى تحميل التيار الإسلامي مسؤولية خلق المشاعر المتعاطفة مع تنظيم "القاعدة" والتي دفعت 15 شاباً كويتياً إلى الانتماء لتنظيم متطرف، أكدت وزارة الداخلية أنه يقف وراء الهجوم، وأنه خطط لهجمات على خمسة أهداف أميركية أخرى على الأقل. وكتب ليبراليون مقالات في الصحف المحلية يتهمون الحكومة بالتساهل مع الجمعيات الإسلامية التي اعتبروا أنها هي من ثقف عناصر التنظيم ورباهم على العنف الديني وكراهية الغرب. أما الإسلاميون الذين استنكرت جمعياتهم الرسمية اعتداء فيلكا فردوا بأن الليبراليين "يصطادون في الماء العكر". ويبدو أن قرار الحكومة الكويتية عدم نشر معظم المعلومات الخاصة بنتائج التحقيق مع التنظيم، بما في ذلك أسماء المتهمين وشريط يقال ان المباحث عثرت عليه وفيه يبايع المتهمون أنس الكندري الذي قضى في هجوم فيلكا "أميراً عليهم"، حرم الليبراليين من مادة مهمة لتأجيج الحرب الإعلامية. وهم انتقدوا ذلك قائلين إن التكتم ليس في مصلحة الحرب على الإرهاب. لكن الإسلاميين أبلغوا الشيخ صباح ارتياحهم إلى الطريقة "الحكيمة" التي تعاملت بها السلطات مع هذه القضية، في حين أشار مراقبون إلى أن الحكومة رأت أن التصعيد الإعلامي لحادث فيلكا قد يلحق أضراراً بالمصالح الاقتصادية الكويتية في الداخل والخارج، ويتسبب في مصاعب اضافية للمواطنين الكويتيين، خصوصاً الطلاب في الدخول إلى دول غربية، لا سيما الولاياتالمتحدة. والتقى الشيخ صباح الاثنين وفداً من "الحركة الدستورية الإسلامية" برئاسة الشيخ عبدالله علي المطوع، رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، ووفداً من "التجمع الديموقراطي الوطني" برئاسة الدكتور أحمد بشارة، واجتمع أمس مع وفد يمثل التيار السلفي بشقيه التقليدي والجديد. وقال الدكتور عبدالرزاق الشايجي، الذي حضر لقاء السلفيين مع الشيخ صباح في تصريح صحافي، ان الشيخ صباح ركز على "حساسية الظروف الحالية والأخطار الخارجية التي تهدد الكويت، ما يستدعي تلاحم الجبهة الداخلية"، وطلب "ألا تستغل الحادثة ليتصيد الطرف الليبرالي على الإسلامي أو الإسلامي على الليبرالي، لأن هذا التراشق من شأنه أن يؤثر في وحدة الصف". وكان انكشاف تورط كويتيين بمخطط "القاعدة" لضرب أميركيين في الكويت أثار مشاعر صدمة وامتعاض في الشارع الكويتي، وإن لم يظهر إلا قليل من المعروفين بتطرفهم الإسلامي تعاطفاً مع منفذي هجوم فيلكا. وحفلت الصحف اليومية أمس بإعلانات مدفوعة الثمن من جهات تعزي أسرة الجندي الأميركي عنصر "المارينز" انطونيو سليد الذي قتل في فيلكا، أو تعرب للسفير الأميركي ريتشارد جونز عن تمسك الكويتيين بالصداقة مع الولاياتالمتحدة. في الوقت ذاته نشر ممثلو 300 ديوانية رسالة موجهة إلى الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح في صفحة كاملة، اعتبروا فيها أن "الرصاصات التي قتلت الجندي الأميركي إنما اصابتنا نحن أبناء الكويت". وأكدوا أن "القوات الأميركية وغيرها موجودة على ارضنا بناء على طلبنا لتشاركنا حمايتها من الأخطار المحدقة بها". ونظم الليبراليون مساء أمس تظاهرة خطابية في "جمعية الخريجين" لاستنكار "الإرهاب الديني"، في حين نظمت جمعية الصحافيين ندوة لفقهاء ومفكرين إسلاميين تناولوا موقف الشريعة الإسلامية من استهداف الأجانب في الكويت.