قالت مصادر سياسية في الرباط ان رئىس الوزراء المغربي المعين ادريس جطو سيجري اليوم آخر مشاوراته مع قيادة الاتحاد الاشتراكي بزعامة رئىس الوزراء السابق عبد الرحمن اليوسفي، قبل ان يغادر العاهل المغربي الملك محمد السادس الى روسيا في زيارة رسمية تستمر اربعة ايام. واوضحت ان المشاورات التي من المقرر ان تنعقد في مراكش ستكون اخر محاولة لحض الاتحاد الاشتراكي على المشاركة في الحكومة، وإن كانت اوساط في الحزب وضعت شروط منها توليه حقائب في قطاعات حيوية، وخفض عدد وزارات ما يعرف ب"السيادة" في اشارة الى الخارجية والداخلية والشؤون الاسلامية والعدل. لكن مصدرا في الحزب قال ان الموقف النهائي لن يتبلور قبل اجتماع لقيادة الحزب كان مقررا ليل امس في الرباط. وكان لافتا ان حزب الاستقلال بزعامة عباس الفاسي دعا متحالفين معه الى الاجتماع على خلفية المشاورات الدائرة والاتفاق على مرشح مشترك لرئاسة مجلس النواب، لكن الاجتماع ارجئ بسبب عدم وضوح الصورة على حد تعبير قيادي في احد اطراف التحالف الذي جمع بين الاستقلال والعدالة والتنمية واحزاب الحركات الشعبية. في مقابل ذلك، سلك التقدم والاشتراكية الذي كان ابرم تحالفا والاتحاد الاشتراكي نهجا مغايرا، اذ اعلن في بيان لقيادته انه "سيعمل على انجاح التجربة الجديدة المقترحة الهادفة الى تشكيل حكومة قوية". ودعا كل القوى الديموقراطية الى مساندة هذا التوجه. لكن مصادر في الاتحاد الاشتراكي اعتبرت الموقف عاديا، مؤكدة ان هناك اجماعا داخل التحالف الذي يجمع بين الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والقوى الديموقراطية والاشتراكي الديموقراطي حول اسبقية تشكيل حكومة قوية في ضوء الالتفاف على الالويات التي عرضها العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب افتتاح الولاية الاشتراعية الجديدة. وثمة من يراهن داخل اكثر من حزب سياسي على استمرار المساعي لتشكيل حكومة لابد ان يدفع ثمن الخروج منها احد الحزبين الرئيسيين، الاستقلال او الاشتراكي. من جهة ثانية، يتطلع المغاربة الى حدوث اختراق في الموقف الروسي حيال قضية الصحراء قبل معاودة مجلس الامن الدولي درس الملف بعد نهاية ولاية المينورسو الراهنة. وقالت مصادر رسمية في الرباط ان زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس التي تبدأ اليوم الموسكو تهدف الى استمالة روسيا لدعم صيغة الاتفاق - الاطار الذي يرعاه الوسيط الدولي جيمس بيكر، كونه يحظى بدعم واشنطن وباريس ولندن، لكنه ووجه بتحفظ روسيا في اخر اجتماع لمجلس الامن. وزاد في عدم تليين الموقف الروسي ابرام موسكو والجزائر اتفاقات اقتصادية وتجارية وعسكرية قبل اقل من عام، في حين ان الرباط تراهن على استمالة الموقف الروسي، على خلفية تجديد "اتفاق القرن" على تصدير الفوسفات وتجديد اتفاق الصيد الساحلي. وراكم المغرب ديونا مستحقة لروسيا تعبر من الفترة السوفياتية.