في إحدى قاعات فندق مونرو المقابل لفندق فينيسيا التقت "الحياة"العقيد مصطفى حمدان قائد الحرس الجمهوري وقائد الهيكلية الأمنية لحماية القمة الفرنكوفونية، حوله عشرات العناصر، وأصوات مرتفعة وأحاديث كثيرة تبدو متداخلة، معظم من كان في القاعة كان يتحدث عبر الهاتف، وآخرون ينظرون إلى شاشات على جدران القاعة تعكس جداول. العقيد حمدان قال: "عندما كلفنا رئيس الجمهورية أميل لحود التحضير للقمة التي كان من المقرر أن تعقد في تشرين الأول اكتوبر من العام الماضي كنا قد انتهينا قبل 11 أيلول سبتمبر من إعداد خطتنا، وتسلمنا معدات تقنية لفك المتفجرات وأخرى خاصة بالاتصالات والمراقبة، وأنهينا كل التحضيرات الأمنية". وقعت اعتداءات 11 أيلول، تغير الوضع الدولي، وتغيرت أولويات السياسة الدولية، وتم تأجيل القمة الفرنكوفونية التاسعة لعام. لكن بيروت احتضنت قمة عربية عقدت في أيار مايو الماضي، واهتم الفريق المكلف التحضيرات الأمنية للقمة الفرنكوفونية بالقمة العربية وكان العمل في هذا الإطار ناجحاً". ولفت حمدان إلى أنه تم تطوير الخطة الأمنية التي وضعت العام الماضي "وأخذنا في الاعتبار التطورات الأمنية بعد 11 أيلول، كما أحصينا الثغرات القليلة التي عرفتها القمة العربية. وانتقلنا منذ أسبوع إلى التنفيذ، أي التطبيق الميداني. فبدأ عمل المفارز السباقة لاستقبال الرؤساء والوفود، وبدأت غرفة العمليات تتلقى الاتصالات من مجموعات ميدانية"، وأشار إلى "أن الخطة الأمنية المتبعة للقمة ليست قائمة في ذاتها، إنما هي جزء من المناخ الأمني أو الخطة الأمنية في لبنان، ويتم التواصل والتنسيق مع كل الأجهزة الأمنية". من جهة ثانية، أكد العقيد حمدان انه تم درس كل الاحتمالات، وقامت لجنة من المهندسين بدرسةالمنطقة التي ستعقد فيها القمة، وتجرى تمارين يومية للعناصر المكلفة تنفيذ الهيكلية الأمنية المؤلفة من 27 قطاعاً، فأجري مثلاً تفتيش أمني مكثف لمنطقة الفنادق في عين المريسة وهي ستكون منطقة مقفلة خلال القمة، وشمل التفتيش البنى التحتية والمباني وغيرها. ويُشار أخيراً إلى أن الفريق اللبناني المكلف بالخطة الأمنية ينسق مع الأجهزة الفرنسية والكندية في مجالي التدريب وتبادل المعلومات.