استقبلت المجموعات المسلحة العراقية المناهضة للحكومة اجتماع القادة العرب في قمة بغداد امس باطلاق 3 صواريخ كاتيوشا سقطت في محيط المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد وفي الاحياء القريبة منها من دون أن تسبب خسائر بسبب حظر التجول الذي تفرضه القوات الامنية، فيما اعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة نجاح الخطة الامنية الخاصة بالقمة، ونفى ان يكون قطع الاتصالات في العاصمة بأوامر من الحكومة. وذكر مصدر امني ل «الحياة»، ان «ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت في محيط المنطقة الخضراء لدى بدء أعمال القمة، موضحاً ان «الصاروخ الاول سقط في منطقة الوشاش والثاني في حي الرحمانية، اما الثالث وهو الاقرب، فقد سقط بالقرب من السفارة الايرانية في منطقة كرادة مريم وعلى بعد اقل من مئتي متر من المدخل الشرقي للمنطقة الخضراء». وأضاف ان «الخسائر اقتصرت على جرح بعض المدنيين وتحطم زجاج السفارة الايرانية». وجاءت الهجمات بعد ساعة من تصريحات للناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العقيد ضياء الوكيل في القصر الجمهوري الذي احتضن اجتماع القادة امس، قال فيها إن «الجماعات المسلحة والإرهابية ليست لها القدرة على شن أي هجمات، بل ان هذه التنظيمات المسلحة تشعر بإحباط كبير وتعاني عقدة النقص وليس لها ملاذ في العراق الآن وهي تبحث عن أسواق». ولفت الى ان»الخطة الأمنية للقمة أحرزت تقدماً كبيراً وناجحاً في تنفيذ مفرداتها، إذ أظهرت القوات الأمنية العراقية قدرة وكفاءة في تنفيذ المهمات المناطة بها»، وأضاف: «نحن نتخذ اجراءاتنا لمواجهة أي تحد قد يطرأ على الملف الأمني، فهذه اجراءات أمنية ضرورية تنطوي على الكثير من التفاصيل، من ضمنها عمليات وقائية واستباقية وملاحقة النشاط المعادي وإحباط جهوده وهو في مرحلة التخطيط». وزاد أن «الخطة الأمنية الموضوعة لقمة بغداد ستنتهي مع مغادرة الوفود العربية»، واعتبر أن «أعداد المشاركين في الخطة التي تناقلتها وسائل الإعلام كان مبالغاً فيها». وتابع أن «قيادة العمليات لم تخض في أعداد الأجهزة الأمنية كي لا تتعرض حياة الجنود للخطر». وتحدثت تقارير إعلامية محلية في بغداد قبيل انعقاد القمة، عن مشاركة حوالى مئة ألف عنصر أمني في الخطة الامنية الخاصة بها تم نشرهم في شوارع العاصمة، فيما شنت قطعات أخرى هجمات استباقية وحملات دهم وتفتيش لمطاردة مطلوبين يشتبه بانتمائهم الى تنظيم «القاعدة» في المناطق المحيطة ببغداد، مثل ابو غريب واللطيفية والتاجي وبعض مناطق من محافظة ديالى. ونفى الوكيل ان يكون انقطاع إشارات الاتصال على الهواتف المحمولة والارضية التي سبقت اجتماع الزعماء العرب بيومين بأمر من الحكومة، مشيراً الى أن «انقطاع الاتصالات موضوع تقني وليس أمنياً، ولا علاقة لنا به، بل إنه يخص هندسة الاتصالات». وزاد أن «الاتصالات لم تقطع بشكل نهائي، إلا أن بعضها انقطع لفترة محدودة». كما نفى الوكيل الانباء التي تحدثت عن قصف مطار بغداد بالصواريخ، وأكد «عدم تسجيل أي خرق أمني حتى الآن». واتخذت الحكومة العراقية اجراءات امنية مشددة منذ اسبوعين في العاصمة لحماية الوفود المشاركة في فعاليات القمة العربية بينها قطع بعض الطرقات والجسور ونشر الآلاف من العناصر الامنية بالملابس المدنية والعسكرية في الاحياء المحيطة بالمنطقة الخضراء المحصنة والفنادق التي تقيم فيها الوفود، كما تم قطع الاتصالات على شبكات الهواتف النقالة كإجراء احترازي، ونفذت قيادة عمليات بغداد حظراً للتجول غير معلن بمنعها سير المركبات والعجلات الاهلية والحكومية والدراجات النارية باستثناء المركبات المكلفة واجبات رسمية في اطار مؤتمر القمة.