من المتوقع أن يكشف وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح، في مؤتمر صحافي يعقده اليوم السبت، نتائج التحقيق في حادثة الهجوم على المارينز في جزيرة فيلكا. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة أن التحقيقات انتهت إلى ضبط خلية من 9 شبان صغار السن من عائلة واحدة قريبة الى أحد منفذي الهجوم أنس الكندري وعلى صلة بتنظيم "القاعدة"، كانت تخطط لعمليات ضد الأميركيين في الكويت، وستوجه اتهامات إلى 6 آخرين لا ينتمون إلى الخلية لكنهم قاموا ببيع سلاح إلى أفراد الخلية وقدموا دعماً لوجستياً لهم بعلم أو بغير علم بخطة الاعتداء في فيلكا الثلثاء الماضي. وحصلت "الحياة" من مصادر عدة على معلومات عن خلفية حادث فيلكا، وهي تشير إلى أن أنس الكندري 21 عاماً زار أفغانستان في وقت سابق لأحداث 11 أيلول سبتمبر، والتقى زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن وبايعه على "السمع والطاعة والجهاد وقتل الأميركيين أينما وجدوا في جزيرة العرب". وعاد أنس إلى الكويت حيث اعتقلته قوى الأمن، ولم يكشف التحقيق معه عن علاقته ب"القاعدة"، وبعد الافراج عنه بدأ بتجنيد مؤيدين من محيطه العائلي والاجتماعي فاجتذب شباناً صغار السن من عشيرة "الكنادرة" التي ينتمي إليها، وبينهم شقيقان طالبان في كلية الطب، ثم بايعت هذه الخلية أنساً "أميراً" عليها، ومع تداعيات الحرب على "القاعدة" ثم تطورات أحداث فلسطين، بدأت هذه الخلية تخطط لعمليات ضد الأميركيين في الكويت. وأفادت التحقيقات مع أفراد الخلية أنهم جمعوا خلال الشهور الأخيرة أسلحة وقنابل من مصادر مختلفة، وتلقوا منشورات وكتباً تعليمية وتوجيهات عبر الانترنت على استخدام أدوات مختلفة لتنفيذ هجمات. ومن الأشياء التي عثر عليها المحققون مخطط لمنزل قائد القوات الأميركية السابق في الكويت الذي كان ضمن الأهداف المحتملة، وبيانات عن مرافق ومبان يشغلها أميركيون وأيضاً خرائط حوت اشارات إلى مواقع مدارس أميركية. وأكثر من ذلك وجد المحققون شرائط فيديو فيها دليل مباشر على نشوء الخلية وتأمير أنس الكندري عليها و"مبايعته" من جانب الشبان الآخرين وارتباطها مع "القاعدة"، إذ ان فيها اشادة بأسامة بن لادن ومناصرة له. وقيل أيضاً ان انس سجل شريطاً على نمط شرائط انتحاريي 11 أيلول وفيه يهدي عملية فيلكا "إلى الشيخ أسامة بن لادن". ولسبب ما قررت الخلية أن تبدأ عملياتها بتضحية أميرها أنس الكندري بنفسه مع زميله جاسم الهاجري، فقام أفراد من الخلية بزيارات لجزيرة فيلكا وثبتوا أماكن انتشار المارينز مع بداية تدريباتهم الأسبوع الماضي ووضعوا الخطة، وقام الاثنان بتنفيذها ما أدى إلى مقتلهما ومقتل اميركي واصابة آخر. وذكرت مصادر صحافية كويتية ان فريقاً من "اف بي آي" سيصل إلى الكويت قريباً للمشاركة في التحقيقات. وتردد أن واشنطن ربما تطلب من الكويت نقل بعض المعتقلين إلى قاعدة غونتانامو الأميركية حيث يحتجز فايز الكندري المعتقل في تورا بورا في أفغانستان وهو شقيق اثنين من أفراد الخلية. غير أن مصادر قضائية شددت على أن حادثة فيلكا جريمة وقعت في الأراضي الكويتية ولا سبيل لتسليم المعتقلين إلى جهة أجنبية. وقيل ان جهات محلية حضت السلطات الأمنية على سرعة تحويل ملف الجريمة على النيابة العامة لقطع الطريق على أي مطالبة أميركية من ذلك النوع.