أود أن أشكر د.رؤوف سلامة موسى "بريد" 1/10/2002 على مشاركته قرّاء "الحياة" في بعض ما جمع من نقاط وملاحظات حول حقيقة النهضة العربية. ولكن غريبة عجيبة حقاً المقومات والعناصر التي اعتمدها د.موسى في تقويمه النهضة! يقول د.موسى ان "اللغوي رافع الطهطاوي نادى بتعليم المرأة وأسس المدارس... لكن الطهطاوي لم يرفض الحجاب ولهذا لم تتحرر المرأة المصرية على يديه ولم تخرج الى خدمة مجتمعها". ثم يكمل د.موسى ان "البطل الحقيقي لتحرير المرأة كان علي مبارك وخلفاؤه إذ اهتم بتعليم المرأة وأهم من هذا كله طالبها بالتخلي عن الحجاب وبهذا مكّنها من ان تتحرر اجتماعياً". أود ان أستوضح من د. موسى ما علاقة خلع الحجاب بنهضة المرأة؟ وهل سمع احد ان نهضة ما قامت بسبب زيّ معيّن أو ارتداء لباس خاص؟ ألم نقرأ ونعرف من تاريخ الغزوات والسير ان النساء، وهنّ محجبات بالطبع، كنّ يسافرن مع الرجال الى ساحات الجهاد والمعارك، يخدمن الجرحى، ويسقينهم الماء، وقد رووا ان نساء الصحابة كنّ يساعدن الرجال في معركة اليرموك؟ إن الإسلام، يا سيد موسى، يلزم المرأة لباساً له مواصفات خاصة، احتراماً وتقديراً لها، لاعتباره ان المرأة جوهرة غالية وليست سلعة رخيصة. كما ان المجتمع الإسلامي مجتمع يقوم على مقاومة الإباحية، والانطلاق وراء الشهوات، ويقوم على رعاية الفضيلة والتصوّن في العلاقة بين الرجل والمرأة، فارتداء الملابس الطويلة والحجاب يحققان المصلحة العامة. فلا احد سينشغل عن العمل والإنتاج والكسب بالتفكير في الأمور الظاهرية، والزينة المفرطة. فإذا ما عادت المحجبة الى بيتها، بعد الكسب وإنجاز العمل، لبست وتزيّنت كيف تشاء. إذا كان ارتداء الحجاب هو من مقومات الشخصية الأساسية للمرأة المسلمة، فكيف بربّك يكون فقدان الهوية والقيم الروحية والأخلاقية للمرأة قد ساهم في النهضة العربية؟ بيروت - امل الحكيم بعلبكي