بيروت - "الحياة" انهى الرئيس اللبناني اميل لحود زيارة لسلطنة عمان وقع خلالها اتفاقين، الأول لتشكيل لجنة لبنانية - عمانية مشتركة لتنمية العلاقات بين البلدين، والثانية للتشاور بين وزارتي خارجية البلدين. وشدد مصدر في الوفد العماني الذي شارك في المحادثات على ان وجهات النظر بين لحود والسلطان قابوس كانت متوافقة في كل المجالات وأن قراءة التطورات الراهنة إقليمياً، خصوصاً في المنطقة العربية، اظهرت التقاء في المواقف لا سيما ما يتعلق بالتطورات في الأراضي الفلسطينية والوضع في العراق. وجرى تأكيد ضرورة توحيد مواقف الدول العربية في مواجهة الاستحقاقات المنتظرة. والتقى لحود في اليوم الثاني لزيارته صلالة سفراء الدول العربية وأكد "اهمية التضامن العربي في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية". وركز على "ضرورة تنفيذ القرارات الدولية التي ارتكزت إليها المبادرة العربية للسلام من اجل اطلاق العملية السلمية من جديد في المنطقة وعدم السماح بإحباطها أو ضربها". ودان بشدة "الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني رئيساً وقيادة وأرضاً"، معتبراً انه "لا يجوز استغلال تداعيات 11 ايلول سبتمبر من اجل فرض السياسة العدوانية الإسرائيلية". ورداً على الأسئلة قال لحود: "ان الموقف الغربي من التهديدات ضد العراق يجب ان يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات العربية - العربية". ودعا الى "المحافظة على صدقية الأممالمتحدة في مواجهة المحاولات الجارية لتهميشها وضرب حيادها". معتبراً "أن مثل هذه الممارسات تفقد المنظمة الدولية دورها المميز". وقال: "لا يجوز السماح بضرب الأممالمتحدة ويجب على الدول ان تستمر في دعمها وتأييد قراراتها والضغط لتنفيذها تحقيقاً للعدالة الدولية والسلام والاستقرار لجميع شعوب الأمم". واقترح لحود خلال لقائه اعضاء في الجالية اللبنانية انشاء لجنة صداقة لبنانية - عمانية لرجال الأعمال من اجل تطوير التعاون وعقد اجتماعات متبادلة والتشاور الدائم لتحسين مستوى العلاقات. من جهته اوضح وزير الخارجية اللبناني محمود حمود بعد توقيع الاتفاقين ان هذه الخطوة "ستتبعها اتفاقات اخرى تطاول مختلف القطاعات والشؤون الحياتية وترسم للعلاقات بين البلدين آفاقاً رحبة". وقال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ان الاتفاق الأول ينظم انشاء لجنة مشتركة بينما ينظم الثاني قيام مجموعات عمل سياسية بين وزارتي خارجية البلدين، وهناك عدد من الاتفاقات ستفرغ الحكومتان من دراستها قريباً وستوقع وبالتالي فإن الطريق مُهد وفتحت الأبواب للاتفاقات المقبلة". ودعا "القطاعات المختلفة من رجال اعمال واستثمار وتجارة الى الإفادة من هذه الاتفاقات التي تعمل على تطوير الصلات وتنظيمها وتقويتها وتوسيع دائرة المنافع المتبادلة بين البلدين". وقبل مغادرة لحود السلطنة، عقد خلوة مع السلطان قابوس لمدة ساعة ووجه دعوة إليه لزيارة لبنان ووعد الأخير بتلبيتها.