صعّدت إسرائيل تحركها لدفع الولاياتالمتحدة إلى اتخاذ موقف صارم من السلطة الفلسطينية التي تتهمها حكومة ارييل شارون بالوقوف وراء سفينة الأسلحة التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس ان وفداً رفيعاً من الاستخبارات الإسرائيلية سيصل اليوم إلى واشنطن. وقال الناطق باسم الوزارة ريتشارد باوتشر إن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق عميق من احتمال أن تكون السلطة الفلسطينية متورطة في موضوع سفينة الأسلحة. وأشار إلى تصريحات قبطان السفينة، قائلاً: "اننا بالتأكيد نعتبره ذا صدقية". وأعلن ناطق باسم شارون أمس "ان إسرائيل ستنشر وثائق إضافية ستزيل أي شك قائم وتثبت أن السلطة الفلسطينية ابتاعت الأسلحة وأنها وراء القضية كلها". ويذكر أن واشنطن كانت اتخذت موقفاً متحفظاً في موضوع السفينة، وقالت إنها لا تملك أدلة مستقلة حول الحادثة وعلاقة السلطة الفلسطينية بها. ويعقد المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية اليوم اجتماعاً للبحث في مسألة سفينة الأسلحة وسط دعوات إلى إعلان السلطة الفلسطينية "عدواً" لاسرائيل ما يعني الغاء الدولة العبرية من جانب واحد اتفاقات اوسلو السياسية وباريس الاقتصادية المبرمة بين الجانبين. ويعقد هذا الاجتماع في ظل مستجدين مهمين بدا انهما عرقلا مساعي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الرامية الى استغلال مسألة سفينة الاسلحة للتخلص من السلطة الفلسطينية نهائياً، هما الموقف الاميركي من هذه القضية واعلان السلطة الفلسطينية عن تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع طرف ثالث للكشف عن ملابسات هذه القضية. وفشلت حادثة احتجاز سفينة الاسلحة في نسف مهمة المبعوث الاميركي انطوني زيني، اذ اعلنت واشنطن انه سيعود مجددا الى المنطقة خلال اسبوعين لاستكمال مهمته. وكان زيني عاد الى واشنطن مساء الاثنين لاجراء مشاورات مع وزير الخارجية كولن باول بعد ان لمس "جوا مشجعا" من قبل الطرفين لاستكمال ما بدآه قبيل احداث التفجيرالاخيرة في القدس. وقالت مصادر في الخارجية الاميركية ان مواصلة المحادثات الامنية بين الطرفين والاستمرار في الحفاظ على الهدوء سيساعدان على البدء بتطبيق خطة عمل تينيت وصولا الى تنفيذ توصيات ميتشل. وعرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس على مسؤول العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اشراك اوروبا أو أي طرف ثالث محايد في لجنة التحقيق التي اعلنت السلطة الفلسطينية عن تشكيلها للكشف عن ملابسات سفينة الاسلحة التي قالت اسرائيل انها ضبطتها على بعد 500 كيلومتر من شاطئها في عرض البحر الاحمر. وقال وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه في مؤتمر صحافي في مدينة البيرة امس، إن هذه اللجنة مؤلفة من ثلاثة مسؤولين في الأجهزة الامنية الفلسطينية بالاضافة الى النائب العام في السلطة الفلسطينية خالد القدرة. ونفى عبدربه من جديد أي علاقة للسلطة الفلسطينية، مباشرة كانت ام غير مباشرة، بالسفينة. وأكد رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب من جهته ان لجنة التحقيق ستعلن نتائج عملها بكل صراحة، مشيراً الى ان "الحقيقة هي انه لا يوجد لأي مسؤول في السلطة الفلسطينية علاقة بهذه السفينة التي بات واضحا للجميع انها مجرد أكذوبة شارونية جديدة". وقال الرجوب في تصريحات صحافية ان عمر عكاوي، ربان السفينة المضبوطة، عمل بالفعل في جهاز البحرية الفلسطينية إلا أن آثاره فقدت منذ أكثر من 15 شهراً.