القدس المحتلة - أ ف ب - رحبت اسرائيل بالموقف الاميركي من الرئيس ياسر عرفات وسلطته الوطنية، فيما سربت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية امس ان المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني وصف السلطة ب"المافيا" وعرفات ب"العراب" خلال عشاء خاص اقيم في واشنطن نهاية الاسبوع الجاري. وقال الامين العام لمجلس الوزراء الاسرائيلي جدعون ساعر للاذاعة الاسرائيلية: "كل من يريد السلام والاستقرار في الشرق الاوسط يشعر بالرضا للاصرار الاميركي على مطالبة عرفات بتنفيذ التزاماته". واضاف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيطلب من الرئيس جورج بوش عندما يلتقي به في البيت الابيض في السابع من شباط فبراير "مواصلة الضغط على عرفات... وتطبيق عقوبات" مثل ادراج حرس الرئاسة الخاص بعرفات ضمن القائمة التي صاغتها وزارة الخارجية الاميركية للجماعات الارهابية. وأجاب رداً على سؤال عن تعليق رحلة زيني: "شرط نجاح مهمته لا يتعلق بالعودة الى المنطقة وانما بتنفيذ عرفات لجانبه من الالتزامات بحل المنظمات الارهابية". وفي السياق نفسه، اعرب وزير البيئة الاسرائيلي تساهي هانغبي امس عن ارتياحه لموقف واشنطن من عرفات وتمنى انبثاق قيادة فلسطينية جديدة تكون "اكثر واقعية". وقال للاذاعة ان عرفات "لجأ الى العنف لعزل اسرائيل على الساحة الدولية والعكس هو الذي حصل ... لم يقبل الاميركيون تسببه بالتصعيد لتدويل النزاع". ودعا الولاياتالمتحدة الى اعتبار "التنظيم" الذي تقول اسرائيل انه التنظيم شبه العسكري لحركة "فتح" برئاسة عرفات، "منظمة ارهابية". الا ان الوزير السابق يوسي بيلين، وهو من "الحمائم" في حزب "العمل"، دعا في حديث مع الاذاعة نفسها الاميركيين الى ايفاد زيني الى المنطقة مجددا وبأسرع وقت "لافساح المجال امام استئناف الحوار مع الفلسطينيين والوصول الى ترتيبات سياسية". واضاف: "في حال اختار الاميركيون عدم التدخل في هذه المنطقة، فسيتسبب ذلك بوقوع اعمال عنف واراقة دماء وزعزعة الاستقرار في دول عربية معتدلة كمصر". زيني يصف عرفات من جهة اخرى، كتبت صحيفة "معاريف" ان زيني استخدم لغة موطنه الاصلي، ايطاليا، للتحدث عن عرفات ووصفه بأنه "كابو دي توتي كابي" رئيس كل رؤساء المافيا. وتابعت انه استخدم عبارات شديدة اللهجة لوصف رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان ومدير الامن الوقائي في الضفة الغربية جبريل الرجوب وشبههما ايضا ب"العرابين". وقال ان "الاول يحصي القتلى والثاني يحصي اسلحته". وفي المقابل، لم يوفر زيني مديحه لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي وصفه بعبارات ودية وقال انه "أب طيب". ونقلت الصحيفة عن زيني قوله "الكل حذرني من شارون لكن عندما التقيته اكتشفت نوعا من الاب الطيب الذي كان ايجابيا بانتظام تجاهي ومستعدا لمساعدتي فورا واقترح دائما حلولا بناءة". واعتبر، حسب الصحيفة نفسها، انه لا توجد اي فرصة للتوصل الى تسوية سياسية مع عرفات. كذلك اشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية الى ان زيني ادلى بهذه التصريحات امام تجمع في واشنطن للجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية "اميركان - اسرائيل بابليك افيرز كوميتي" ايباك وهي مجموعة ضغط قوية موالية لاسرائيل. ووصف زيني ايضا الرئيس الفلسطيني بأنه "كاذب غير قابل للاصلاح"، وقال: "اثناء محادثاتي في الشرق الاوسط، روى لي أكاذيب سافرة لدرجة اني استخلصت انه شخص لا يمكن أبداً ان نثق به". واشارت الصحيفة الى ان تقريراً سرياً في شأن تصريحات زيني امام التجمع وصل الى اسرائيل نهاية الاسبوع الماضي. عرفات من جانبه، بعث الرئيس الفلسطيني امس برسائل الى عدد من الزعماء في العالم لاطلاعهم على مجمل الاوضاع "المتدهورة والخطيرة" في الاراضي الفلسطينية في ظل التصعيد "الاسرائيلي المتواصل". وقالت وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان عرفات "بعث برسائل الى عدد من الزعماء في العالم لاطلاعهم على مجمل الاوضاع المتدهورة والخطيرة في فلسطين في ظل التصعيد الاسرائيلي المتواصل ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا"، شملت كلا من "العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس جنوب افريقيا تامبو مبيكي، والرئيس الصيني جيانغ زيمين، ورئيس اوكرانيا ليونيد كوتشما، ورئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي، ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني، ووزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه، واعضاء مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عشية اجتماع المجلس الاثنين". وكان عرفات بعث ليل السبت - الاحد برسالة الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سلمها الى نائبة القنصل البريطاني العام في القدس فاليري ويروج في مقر الرئاسة في رام الله. كما بعث برسالة الى الحكومة الأسبانية "تضمنت صورة ما آلت اليه الاوضاع الخطيرة في الاراضي الفلسطينية نتيجة تصاعد العدوان العسكري الاسرائيلي الخطير ضد ابناء شعبنا". وكان الرئيس الفلسطيني طالب مساء اول من امس بعودة زيني الى المنطقة، وطلب من الادارة الاميركية عدم بناء احكامها على وجهة النظر الاسرائيلية، وقال لشبكة "الجزيرة" التلفزيونية القطرية: "نطلب من الاميركيين عدم الاستناد الى التقارير الاسرائيلية للحكم على الوضع في الاراضي الفلسطينية. فليرسلوا موفدين، وليرسلوا الجنرال زيني لكي يتأكدوا منه شخصيا من التصعيد العسكري الاسرائيلي". واضاف: "من حق الشعب الفلسطيني ان يتساءل لماذا تبقى الاسرة الدولية صامتة امام هذا التصعيد، امام استخدام اسرائيل لطائراتها الهجومية اف-16 واف-15 ضد شعبنا".