} تجددت الغارات الاميركية على منطقة جبلية شرق أفغانستان، مستهدفة ما يُعتقد أنه جيوب لتنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن وحركة "طالبان". جاء ذلك في وقت أكدت الحكومة الافغانية الموقتة أن زعيم الحركة الملا محمد عمر سيُعثر عليه "حياً أو ميتاً"، فيما نقلت القوات الاميركية سفير "طالبان" السابق لدى باكستان عبدالسلام ضعيف الى سفينة في بحر عُمان حيث يتولى محققون استجوابه. كابول - رويترز، أ ف ب - أذاعت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقرًا لها أمس، أن طائرات أميركية قصفت أهدافًا في منطقة سبين غار الجبلية القريبة من جلال آباد شرق أفغانستان ليل أول من أمس. ويعتقد أن الطائرات استهدفت فلول تنظيم "القاعدة"، ولم ترد أنباء عن قتلى أو جرحى. واعتبرت الوكالة أن القصف يندرج في إطار عملية "التنظيف" التي تنفذها القوات الافغانية والاميركية لملاحقة مقاتلي "القاعدة" الذين ربما لجأوا الى تلك المناطق بعد قصف مكثف استهدف منطقة تورا بورا المجاورة الشهر الماضي. وأشارت الى أن فرق كوماندوس أميركية لا تزال تبحث بالتعاون مع أفغان عن مخابئ محتملة لمقاتلي "القاعدة" في الجبال والوديان المحيطة بتورا بورا. الملا عمر وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الافغانية عمر صمد ليل أول من أمس، أن الملا عمر الذي اختفى أثره من ولاية هلمند جنوب سيقبض عليه "حياً أو ميتاً". وقال في مؤتمر صحافي: "نضع علامة استفهام على عمر، وأفادتنا مصادرنا أنه غادر ولاية هلمند أو منطقة بغران". وعلق على معلومات تفيد ان الملا عمر توجه الى بغران قائلاً ان "من المستحيل أن يكون فعل ذلك في الساعات الاخيرة". وأضاف أن السلطات الافغانية في المنطقة تريد ملاحقة زعيم "طالبان" ومقاتليه وما تبقى من مقاتلي "القاعدة"، مشيراً الى أن الملا عمر: "يجب توقيفه وإحالته على العدالة. وستواصل الادارة الافغانية جهودها وفي النهاية سيلقى القبض عليه حياً أو ميتاً". وفي شأن المعلومات التي أفادت أن عمر هرب على دراجة نارية، قال صمد: "هذه القصة غريبة، ولكن ليس المهم أن يكون هرب على دراجة نارية أو هوائية أو على ظهر حمار". ورداً على سؤال عن الجهة التي ستحاكم زعيم "طالبان"، اعتبر صمد: "لا بد أن يُحاسب أولاً أمام الشعب ثم أمام المجتمع الدولي، الشعب الافغاني يريد إحالته على العدالة في هذا البلد، وبعدها يمكن أن يمثل أمام محكمة في بلد آخر. وسيتخذ هذا القرار في الوقت المناسب". في غضون ذلك، اتخذت الحكومة الافغانية الموقتة برئاسة حميد كارزاي مزيداً من الخطوات لبسط سيطرتها على الاراضي الافغانية الوعرة. ومنطقة بغران الواقعة في شمال إقليم هلمند جنوبأفغانستان هي عادة منطقة تقاوم سيطرة الحكومة المركزية في البلاد، إلا أنها كما يبدو أصبحت خاضعة لسيطرة الإدارة الجديدة بعد ورود أنباء عن فرار الملا عمر منها. وحتى خلال فترة حكم "طالبان" بين عامي 1996 و2001، كانت المنطقة ترفض الخضوع مع تمتع زعماء قبائل مسلحين بدرجة من الاستقلالية، وبينهم من يعرف باسم "رئيس بغران" الذي كان يسيطر عملياً على المنطقة ومحيطها. وبعد تنامي الشكوك في إمكان اختباء الملا عمر في هذه المنطقة، نفى سكانها هذا الاتهام، وذكروا أنه لا يلقى أي دعم هناك. وبدأ "رئيس بغران" في التعاون مع السلطات المحلية. وبعد رحلة استمرت ثلاثة أيام قام بها الملا شير محمد أخند زادة حاكم إقليم هلمند الموالي لكارزاي، وافق "رئيس بغران" على تسليم مخزون كبير من الاسلحة ومن المحتمل أن يكون ذلك خوفاً من الولاياتالمتحدة. وقال ناطق باسم حاكم إقليم مجاور: "سلّم سكان بغران أسلحتهم وذخيرتهم وجمعنا نحو 200 طن من الذخيرة و80 - 90 قطعة سلاح كبيرة". وعاد أخند زاده ومرافقوه وهم مقتنعون بأن الملا عمر ليس في بغران. لكن محمد أنور نائب رئيس الشرطة في إقليم قندهار المجاور لهلمند، قال ان زعيم "طالبان" ما زال في المنطقة ولن يهرب. وأشار الى أن ضباط الاستخبارات الافغان يمشطون المنطقة حول المكان الذي يعتقد أن الملا عمر مختبئ فيه. وأضاف أنور: "طوق العاملون لدينا المنطقة، ومن المستحيل أن يفر الملا عمر الى الشيشان أو أي بلد آخر، سنقبض عليه قريباً". ضعيف في واشنطن، قال مسؤول أميركي طالباً عدم ذكر اسمه أن باكستان سلّمت القوات الاميركية سفير "طالبان" السابق لديها عبدالسلام ضعيف بعدما استجوبته الجمعة الماضي. وأوضح ان واشنطن تريد استجواب ضعيف "لتحديد ما يعرفه، والحصول على أي معلومات لديه، عن أسماء وأماكن، يمكن أن تساعد في فهم العلاقة بين طالبان وتنظيم القاعدة". وأضاف أن السفير السابق "سيعامل كغيره من الاسرى". والسفير موجود على متن السفينة ذاتها التي نقل اليها "الطالباني الاميركي" جون ووكر بعدما أُسر في أفغانستان. واستناداً الى الصحافة الباكستانية، كان ضعيف قدم طلباً للحصول على اللجوء السياسي، إلا أن إسلام آباد رفضته.