اسلام اباد - رويترز - ثمة أمر واحد أكيد هو ان أحداً لم يرَ اسامة بن لادن الذي يتصدر قائمة المطلوبين في العالم، أو على الأقل لا يريد أحد ان يتقدم ليطالب بالجائزة المرصودة للايقاع به ومقدارها 25 مليون دولار. والاشاعات عن مصير بن لادن كثيرة، منها انه مختبئ في منزل أحد زعماء القبائل جنوبافغانستان، أو يتمتع بحماية متشددين اسلاميين في منطقة الحدود الباكستانية، أو ان الرجل الذي تحدث الى العالم من خلال شريط "فيديو" بُث قبل ثلاثة ايام دفن سراً. وتركز اشاعات على ان بن لادن ربما وجد ملاذاً في باكستان، ولكن ليس هناك دليل باستثناء انه ربما لا يوجد مكان آخر يستطيع الفرار اليه، أو لأن آخر شريط "فيديو" سجله لا يقدم أي دليل سوى انه أرسل الى مكتب "قناة الجزيرة" القطرية من باكستان. تلك هي نظرية وزارة الدفاع الافغانية التي أعلنت ان بن لادن ربما يعيش في مدينة بيشاورالباكستانية الشمالية الشرقية، تحت حماية أنصار زعيم اسلامي متشدد ساعد في تأسيس حركة "طالبان". وقال وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار: "يستطيع اي شخص ان يخمّن، لكن ذلك لا يستند الى معلومات محددة... لا استطيع القول ان هذا مستحيل". وليس هناك شيء مستحيل كما يبدو في ما يتعلق بمكان بن لادن، وقال الرئيس جورج بوش انه سيتعقبه مهما طال الزمن. ولكن أين هو، في شمال باكستان أم جنوبافغانستان؟ يعتقد حامد مير، رئيس تحرير صحيفة باكستانية وآخر رجل التقى بن لادن، ان زعيم "القاعدة" وجد ملاذاً في صحراء الجنوب وجبالها. ويعتقد أحد السكان بأنه ربما يكون هناك، لكن الاشاعات التي تتردد في القرية يمكن ان تنطبق بسهولة على أي عربي أو اجنبي من شبكة "القاعدة" التي يتزعمها بن لادن. ويعتقد رئيس استخبارات قندهار الجديد جول علالي ان الملا عمر مختبئ في بغران. يقول عباس عديلي، وهو صيدلي في قرية ناوميش في اقليم هلمند جنوبافغانستان ان سكان القرية يعتقدون أن بن لادن وحاميه الملا محمد عمر زعيم حركة "طالبان" فرا الى بغران في أقصى شمال الاقليم. ويضيف ان سكان قرى ذكروا ان عربيين يرافقهما حراس كثيرون شوهدا في قرية ناوميش. ويقول أهالي القرية انهم كانوا في طريقهم الى ممر جبلي ضيق يؤدي الى بشلان، وهي رحلة تستغرق يوماً مشياً. وحيث تردد ان "طالبان" اسقطت طائرة هليكوبتر اميركية عندما سلمت معقلها في قندهار في السابع من كانون الأول ديسمبر الجاري. وقال عديلي ان من المعتقد ان العربيين يقيمان مع شادي خان زعيم بشلان وان بن لادن قد يكون بينهما. اميركا لا تعلم ولا تزيد هذه التقارير عن كونها من الحكايات التي تروى، ويمكن ان يتجول في انحاء افغانستان مئات من المقاتلين التابعين لشبكة "القاعدة" وزعيمها بن لادن الذي تحمله الولاياتالمتحدة مسؤولية هجمات 11 ايلول سبتمبر على مركز التجارة العالمية ومبنى البنتاغون، والتي سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل. وأعلنت الولاياتالمتحدة انها تعتقد ان بن لادن مختبئ في كهف في جبال تورا بورا الوعرة شرق افغانستان، وقصفت سفوح الجبال وكهوفها بشدة. وتؤكد الآن ان ليس لديها أدنى فكرة عن مكان وجوده. وأفادت صحيفة "أوبزرفر" الباكستانية هذا الاسبوع ان بن لادن مات متأثراً بمرض في الرئة ودفن في تورا بورا. وقال قاري احمد الله رئيس استخبارات "طالبان" لصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الاميركية ان "أسامة على قيد الحياة ويتمتع بالصحة، في مكان آمن"، واشار الى انه كان على اتصال وثيق بالملا عمر في اقليم اوروزجان وسط افغانستان، المجاور لاقليم هلمند. وقال محمد هابيل الناطق باسم وزارة الدفاع الافغانية: "لا أعتقد ان أحداً يريد تأكيد مكان بن لادن". وقد ينطبق ذلك ايضاً على الحكومة الافغانية الموقتة التي تريد طرده كي تتوقف الطائرات الاميركية عن القصف، أو على باكستان التي قد يضعها وصول بن لادن اليها في ورطة. لكن عبدالستار وزير خارجية باكستان التي أقام فيها زعيم "القاعدة" في منزل مستأجر في بيشاور لم يعبأ بذلك، وقال: "إذا دخل سيعتقل ويسلم".