مع تسلم الحكومة الأفغانية سلطاتها في كابول امس، طغى الحديث عن مصير زعيم شبكة "القاعدة" اسامة بن لادن، ومكان وجوده. فيما قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان بن لادن قد يكون قتل في افغانستان، مؤكدا ان بلاده ستسلمه الى الأميركيين في حال اعتقاله داخل اراضيها. وردد الأمر نفسه قائد القوات الأميركية في افغانستان تومي فرانكس الذي اشار ايضا الى أن واشنطن لا تعرف مكانه على وجه التحديد. ومع غموض مصير بن لادن، عززت القوات الأميركية حضورها في افغانستان، عديداً وعتاداً، وأرسلت جنوداً الى مرتفعات تورا بورا للبحث عن فلول "القاعدة" داخل الكهوف. وعلى صعيد غارة اول من امس التي سقط فيها 65 شخصاً، قالت واشنطن انهم من "طالبان" و"القاعدة"، في حين اكدت مصادر افغانية انهم من زعماء القبائل، قرر رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي فتح تحقيق في الحادث. كابول، إسلام آباد، بيشاورباكستان، بكين، روما، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب -أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف في بكين أمس انه يعتقد بصورة منطقية بان زعيم شبكة "القاعدة" أسامة بن لادن لم يفر الى باكستان، وانه ربما قتل في أفغانستان. وأكد مشرف، في حديث الى التلفزيون الصيني، ان سلطات إسلام آباد ستسلم بن لادن الى الولاياتالمتحدة في حال اعتقاله داخل أراضيها، و"لكن الحدود مع افغانستان محكمة الاغلاق ويستحيل ان يعبر منها، لكننا لسنا متأكدين مئة في المئة، وان كنا متأكدين بصورة معقولة". وأوضح ان للحدود قرب منطقة تورا بورا الجبلية حيث شوهد بن لادن للمرة الأخيرة، ثمانية ممرات الى باكستان، يقوم الجيش الباكستاني بحراستها بصورة مكثفة. ورجح ان يكون بن لادن قتل في القصف العنيف الذي استهدف المرتفعات المذكورة. وكان تلفزيون ايطالي أبث مساء أول من أمس ان بن لادن تمكن من الفرار الى كشمير بمساعدة أجهزة الاستخبارات الباكستانية. ولم تكشف القناة الايطالية العامة الثالثة مصدرها الذي صور من الظهر ممسكاً بيده وثيقة نسبت الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية. واعلن هذا المخبر ان الفين من "القاعدة" تمكنوا من الوصول الى مناطق مختلفة تقع بين كشمير والشيشان. الى ذلك، أعلن مصدر رسمي في مدينة بيشاور ان قوات الامن اعتقلت ليل أول من أمس ثلاثة اعضاء جدد من "القاعدة" فروا من تورا بورا. وتمت الاعتقالات في سوي كوت بوادي تيرا التي تصل الى منطقة تورا بورا في جبل سبينغار الجبال البيضاء. واوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان الرجال الثلاثة هم عبدالله من المملكة العربية السعودية وعادل كمال من البحرين وعمر امين من الكويت، وسلموا الى فريق أمني يستجوبهم حالياً. تومي فرانكس وفي كابول، أعلن قائد العمليات العسكرية الاميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس أمس ان احداً لم ير بن لادن منذ اسبوع، وانه قد يكون قتل في افغانستان، الا انه اضاف ان الولاياتالمتحدة ليس لديها معلومات مؤكدة. وقال للصحافيين في العاصمة الافغانية حيث حضر احتفال تنصيب الحكومة الأفغانية الموقتة: "لا يمكن ان اقول انني او اي شخص آخر اعرفه شاهد اسامة بن لادن في الاسبوع الماضي". وتابع ان هناك احتمالات عدة، "ربما يكون في تورا بورا حياً او ميتاً او قد يكون لا يزال حياً في اي مكان آخر في افغانستان، او ربما قد يكون هرب الى باكستان. والولاياتالمتحدة لا تعرف مصيره على وجه التحديد". وواصلت الطائرات الحربية الاميركية القصف المستمر لمنطقة تورا بورا فيما تقدم مقاتلون افغان على الارض للقضاء على بقايا "القاعدة" في سلسلة كهوف ومخابئ حصينة تحت الارض. وقال فرانكس ان الولاياتالمتحدة جمعت "الكثير من المعلومات عن الكهوف وانها تواصل تحليل هذه المعلومات بحثاً عن خيوط تؤدي الى أماكن بن لادن. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أعلن سابقاً ان الولاياتالمتحدة ارسلت تعزيزات عسكرية للمشاركة في القضاء على شبكة "القاعدة" في تورا بورا. واكد ان قوات اميركية تساند قوات افغانية في عمليات البحث في المغاور والانفاق في هذه المنطقة الجبلية. واضاف: "كل ما هو مطلوب سيكون ارسال قوات ولكن ليس فقط اميركية بل قوات من الائتلاف". ولم يشأ وزير الدفاع الاميركي ان يؤكد الرقم "مئة" بالنسبة لمشاة البحرية الاميركية الذي ارسلوا لتعزيز القوات الافغانية. وفي تورا بورا، أعلن القائد الافغاني الحاج موسى المكلف منطقة المرتفعات ان بن لادن غادر هذه المنطقة الى باكستان، "الاسبوع الماضي على الارجح". وفي رد على سؤال عن مكان بن لادن قال القائد في مركزه: "لست ادري بالتحديد"، موضحاً ان المنطقة التي يشرف عليها تمتد حتى الحدود الباكستانية. وموسى ينشط تحت اوامر الحاج حضرت علي احد القادة الثلاثة في قوات مجلس الشورى شرق افغانستان. وكان حضرت علي اعلن من جهته ان بن لادن ما زال في هذه الجبال من دون ان يوضح مصدر هذه المعلومات. تحقيق في القصف الأميركي في موازاة ذلك، أفادت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية أمس ان زعماء قبيلة في محافظة خوست شرق أفغانستان طلبوا من رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي فتح تحقيق في تعرض قافلة لقصف جوي اميركي أدى الى مقتل 65 شخصاً. وطالبوا بتوقيف "المحرضين" الذين كانوا وراء نشر معلومة خاطئة قادت الاميركيين الى استهداف قافلة وجهاء كانوا يقصدون كابول للمشاركة في تنصيب الحكومة الانتقالية. وقال ناطق باسم زعماء القبائل: "هنالك اشخاص لديهم هواتف خليوية قدموا معلومات خاطئة للاميركيين لغايات شخصية وندعو الاميركيين الى عدم شن هجمات قبل التأكد من معلوماتهم". وقال كارزاي من جهته انه يشك في ان يكون شيوخ قبائل في القافلة المذكورة الا انه اشار الى انه يتحرى الامر. ونقلت وكالة "رويترز" عن قرويين في بلدة قلعة اسماني ان ان القافلة التي دمرها القصف الاميركي كانت تقل اعيان قبيلة في طريقم الى كابول. وقال القرويون ان القصف الذي استمر سبع ساعات بين مساء الخميس وفجر الجمعة اسفر عن مقتل ما بين 50 و 60 شخصا وتدمير 15 عربة فضلا عن نحو عشرة منازل ومسجد في قرية اسماني قلعي في اقليم بكتيا الشرقي. واضافوا، في اول تأكيد مستقل للحادث، انه كان بين القتلى عدد من سكان القرية. وروى احد هؤلاء "ان الناس الذين ضربوا كانوا ذاهبين لتهنئة كارزاي لمناسبة انتقال السلطة...لا يوجد اعضاء من القاعدة او انصار لابن لادن هنا". واضاف ان القافلة غيرت مسارها من طريق رئيسي الى ممر جبلي صغير لتفادي قائد محلي معاد يدعى باشا خان. وقال ان خان استعان بعدها بالطائرات الاميركية زاعما ان القافلة تقل اعضاء من تنظيم "القاعدة". وفي واشنطن، اكد البنتاغون ان القوات الاميركية هاجمت موكباً لزعماء من "طالبان" و"القاعدة". وقال الناطق باسم البنتاغون ديفيد لابان ان "مركز قيادة تابعاً للقاعدة وطالبان تعرض للقصف فضلاً عن الموكب الذي غادر منه". وقال: "لا يوجد ادنى شك في اننا هاجمنا اشراراً" على بعد 39 كيلومتراً غرب خوست.