على رغم حملة التحريض التي باشرتها الحكومة الإسرائيلية بكامل أجهزتها ضد السلطة الفلسطينية وإيران بعد اعتراضها سفينة قالت انها كانت تحمل اسلحة ايرانية موجهة الى السلطة، الا ان المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني حافظ على تفاؤله ازاء فرص تثبيث وقف النار تمهيدا لاستئناف المفاوضات، فيما اكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ان زيني سيغادر المنطقة غداة اجتماع اللجنة الامنية الثلاثية اليوم، وسيعود اليها بعد 12 يوماً. وكان التطور الابرز امس في قضية سفينة الاسلحة، اعلان اسرائيل انها كانت على علم بها منذ 20 يوماً، وان رئيس الاركان الجنرال شاؤول موفاز عرض حينئذ على رئيس الحكومة ارييل شارون خطة عسكرية تفصيلية لاعتراضها، الا ان التنفيذ ارجئ الى الخميس الماضي، موعد وصول المبعوث الاميركي، كما أُعلن عنه بشكل درامي اول من امس قبل لقاء زيني مع عرفات. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر اميركي رفيع ان الاسلحة ربما تكون موجهة الى "حزب الله"، وانه لا يوجد دليل دامغ على انها كانت في طريقها الى السلطة، مشيرا الى ان الاستخبارات الاميركية تريد ان تتأكد من ان ايران مصدر الاسلحة. ورأى مراقبون ان اسرائيل تلاعبت بتوقيت اعتراض السفينة في مسعى لمصادرة محادثات زيني مع عرفات وتركيزها على تهريب الاسلحة بدلا من البحث في استحقاقات "تينيت" و"ميتشل". كذلك أُثيرت تساؤلات عدة عن حقيقة الرواية الاسرائيلية عن السفينة، بدءا من توقيت اعتراضها وموقعه، وانتهاء بمصدر الاسلحة ووجهتها. من جانبها، باشرت اسرائيل حملة دولية واسعة لوصم السلطة وايران ب"الارهاب"، فيما سعت مصادر عسكرية الى توسيع دائرة الدول المتورطة لتضم العراق، اذ نقلت صحيفة "هآرتس" عن هذه المصادر قولها ان ايرانوالعراق ضالعتان في محاولات تهريب الاسلحة الى الاراضي الفلسطينية وتتجاوبان مع محاولات شراء الاسلحة التي تقوم بها شخصيات رئيسية في السلطة ومساعدون لعرفات. ونفت ايران للمرة الثانية خلال 24 ساعة اي علاقة بسفينة الاسلحة، معتبرة ان اسرائيل تحاول "تشويه صورة الانتفاضة". كذلك اوضح قريع ان السلطة غير مسؤولة وان النية تتجه الى إجراء تحقيق بل وترغب في اجراء تحقيق بالمشاركة مع أي لجنة. مهمة زيني وعلى صعيد مهمة المبعوث الاميركي، اعرب زيني عقب لقائه كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات انه "متشجع ومفعم بالامل بالتوصل الى وقف جدي لاطلاق النار" وتطبيق توصيات "ميتشل" و"تينيت" تمهيدا لاستئناف المفاوضات. من جانبه، حدد عريقات الدعائم التي من شأنها تثبيت وقف النار، مشيرا في بيان الى ضرورة "البدء فورا بتطبيق توصيات ميتشل وفقا لجدول زمني محدد ورفع الحصار وسحب القوات الاسرائيلية وتجميد الاستيطان وتنفيذ الاتفاقات الموقعة". وزاد على ذلك قريع عقب لقائه زيني، ان على اسرائيل السماح للفلسطينيين ب"حرية العبادة"، علما ان اسرائيل ما تزال تمنع عرفات من التوجه الى بيت لحم لحضور احتفال عيد الميلاد لدى الارثوذكس. وفي هذا الصدد، بدا امس ان ثمة بوادر مواجهة في الافق بين سلطات الاحتلال ووفد روسي يضم 11 نائبا من الكتل البرلمانية المختلفة وصل الى الاراضي الفلسطينية لمرافقة عرفات الى بيت لحم، اذ اعلنت الحكومة الاسرائيلية ان قواتها في رام الله تلقت تعليمات واضحة من المستوى السياسي بمنع خروج عرفات من المدينة قبل اعتقال قتلة وزير السياحة رحبعام زئيفي والامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" احمد سعدات.