دعت "اللجنة المصرية للمصالحة في بريطانيا" الرئيس حسني مبارك الى العفو عن مئات من "الأفغان المصريين" ممن "يرغبون في العودة إلى وطنهم لكنهم يخشون أن تتخذ ضدهم اجراءات عقابية". وباشرت اللجنة التي شكلت الاسبوع الماضي من ناشطين مصريين مقيمين في بريطانيا بهدف إعادة زوجات الأصوليين المصريين الموجودين في أفغانستان وأبنائهم إلى مصر، جهوداً لتحقيق هدفها. وقال مسؤول اللجنة عبدالمجيد حزين في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في القاهرة أمس، إن "الواجب الانساني يفرض على الجميع التعاون من أجل انقاذ مئات من السيدات والأطفال يواجهون ظروفاً بالغة القسوة في افغانستان، ويتعرضون للتنكيل من رجال تحالف الشمال". وأشار إلى أن اللجنة "رصدت 120 حالة اغتصاب تعرّض لها أطفال صغار اضافة الى إقدام سيدتين على إحراق نفسيهما خشية اغتصابهما". وأكد حزين، وهو مصري مقيم في بريطانيا منذ سنوات، أن اللجنة "لا تسعى الى أي غرض سياسي، ومهمتها انسانية بالدرجة الاولى. إن أخلاق الشعب المصري وتراثه وتاريخه لا تسمح بأن يقع بعض ابنائه في محنة". وزاد ان أعداداً كبيرة من الأصوليين المصريين الذين أقاموا في افغانستان وتبنوا افكاراً متطرفة "أدركوا أنهم اخطأوا وعلينا أن نفتح لهم باب العودة الى وطنهم". ورأى أن مصر "دولة تتمتع بقدر من الديموقراطية يميزها عن دول اخرى، إضافة الى قضاء شامخ يفرق بين من ارتكب جرماً في حق بلده فيعاقبه، وبين من ذهبوا الى افغانستان لنصرة شعب مسلم ثم استقروا هناك ولم يكن لهم أي نشاط معادٍ لوطنهم". وناشد حزين الرئيس مبارك اصدار عفو عام عن "ابنائه الذين يواجهون ظروفاً بالغة الصعوبة"، وأشار الى أن اللجنة تسعى إلى وضع لائحة بأسماء المصريين الموجودين في افغانستان لمحاولة ترتيب عودتهم الى بلادهم. وتوقع ان تبدي السلطات المصرية استجابة فورية لجهود اللجنة، وذكر أن الأصوليين المصريين في الخارج "ايقنوا أن أسلوب البيانات الساخنة والصدام المستمر مع الحكومة لن يجدي، وعلى الدولة ايضاً أن تطرح ثقافة جديدة تقوم على الحوار والمصالحة". وأكد أن وفداً من اللجنة يسعى إلى عقد لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لحضه على استجابة جهود اللجنة وعدم وضع عراقيل أمامها. وقال: "بريطانيا طرف في الحرب الدائرة في افغانستان، وقبول حكومتها مساعدة اللجنة سيمثل خطوة مهمة نحو رفع المعاناة عن المدنيين في ذلك البلد". وكانت اللجنة أصدرت بياناً الاسبوع الماضي دعت فيه الزعماء العرب وشيخ الأزهر والمنظمات الحقوقية الدولية الى "التدخل السريع لوقف الانتهاكات التي تتعرض لها أسر عربية مسلمة في افغانستان". "جرائم حرب" إلى ذلك، دشنت المنظمة العربية لحقوق الانسان حملة لحماية "عائلات العرب الأفغان" في أفغانستان، مطالبة الحكومات العربية بالتدخل لانقاذ هذه العائلات وافرادها المحاصرين او المعتقلين. وحّمل بيان أصدرته المنظمة أمس حكومات المنطقة "المسؤولية القانونية عن رعاياها الذين تعرضوا للأسر"، ودعا هذه الحكومات إلى "تشكيل لجنة قانونية مشتركة لمعالجة أوضاع مواطنيها في افغانستان". ولفت البيان الى أن "الناجين من عائلات المقاتلين في صفوف حركة طالبان وتنظيم القاعدة، من النساء والأطفال تعرضوا إلى قائمة طويلة من الانتهاكات، بدءاً من استهداف القتل الى الاعتقال والتحقيقات المطولة الى الاغتصاب، ويتعرض العديد منهم لكل أنواع الأخطار من جانب القوات الدولية أو الميليشيا المحلية". وجددت المنظمة ادانتها "الاعمال الارهابية" التي طاولت الولاياتالمتحدة، مطالبة الادارة الاميركية وقادة البلدان المشاركة في التحالف ب"وضع نهاية فورية لجرائم الحرب التي ترتكب ضد أسر المقاتلين".